وكشف المرصد الوطني لحقوق الطفل في بيان توصل le360 بنسخة منه، أن الحملة تشمل برنامجا متكاملا يمتد من عام 2023 إلى 2026، بالتعاون مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ويستهدف بشكل أساسي المؤسسات التعليمية، لا سيما في المرحلة الثانوية حيث تسجل أعلى معدلات التنمر.
تفاصيل الحملة
وتتضمن الحملة تدريب ثلاثة أفراد من كل مؤسسة تعليمية، مثل المعلمين والمتخصصين في الدعم الاجتماعي، لتأهيلهم على التعامل مع حالات التنمر وفق أسلوب « الاهتمام المشترك ». هذه المنهجية تهدف إلى تعزيز التفاعل الإيجابي بين الطلاب المتنمرين والضحايا، مما يتيح لهم المساهمة في حل أي مشكل.
وحسب البيان نفسه، تم اختبار هذه الطريقة في مشروعين تجريبيين في مدن الرباط-سلا-القنيطرة وتطوان، حيث أظهرت النتائج تحسنا ملحوظا في بيئات التعلم، مما يعكس فعالية هذا الأسلوب في الحد من الظاهرة.
تأتي الحملة أيضا في إطار الجهود المستمرة للمرصد الوطني لحقوق الطفل، الذي يلتزم بتعزيز وحماية حقوق الأطفال، والذي تأسس في 1994 تحت رعاية المغفور له الملك الحسن الثاني. منذ ذلك الحين، أطلق المرصد العديد من المبادرات، مثل برلمان الأطفال الذي أسسه الملك محمد السادس في 1999، ليتيح للشباب التعبير عن قضاياهم بصفة اقتراحية أمام البرلمان والحكومة.
برامج التدريب والموارد
تتضمن الحملة برامج تدريبية شاملة تهدف إلى تعزيز الوعي والقدرات النفسية والاجتماعية للطلاب، مع التركيز على تثقيف العائلات والمهنيين العاملين في المدارس حول مخاطر التنمر، تدريب طلاب ليصبحوا سفراء لمكافحة التنمر، ومنح شهادات للمدربين الرئيسيين.
كما تتضمن الحملة بث كبسولة توعوية حول التنمر المدرسي في 3770 مؤسسة تعليمية (إعداديات وثانويات)، لتوعية الطلاب بآثار التنمر وتعزيز التضامن المدرسي.
تطبيق « اتحاد »
في سياق الحملة، تم إطلاق تطبيق « اتحاد » الذي يهدف إلى تقديم حلول فعالة للتبليغ عن حالات التنمر. يوفر التطبيق واجهة سهلة الاستخدام وآمنة، تتيح للمستخدمين الإبلاغ عن حالات التنمر بسرية أو بشكل مباشر، مع تقديم دعم فوري وإشراف مستمر على الظاهرة، إلى جانب موارد تعليمية وقائية.
يعتبر التطبيق نتاج مبادرة « هاكاثون الطفولة الإلكترونية »، التي أطلقتها الأميرة للا مريم في فبراير 2024، وحصل على جائزة للا مريم التي قُدمت لمجموعة من طلاب الهندسة المبدعين في الجامعة الدولية للرباط.
دعم نفسي وآليات للإبلاغ
خلال الحملة، تم التطرق إلى مجموعة من آليات المرصد الوطني لحقوق الطفل، بما في ذلك:
• الرقم الأخضر 2511: يُمكن كل طفل أو شاهد من الإبلاغ عن حالات سوء المعاملة بشكل مباشر، ويتيح تقديم الاستماع والدعم النفسي العاجل من مختصين في المجال.
• الآلية الوطنية للتكفل النفسي بالصدمات النفسية لدى الأطفال: تهدف لدعم الصحة النفسية للأطفال من خلال تدخلات وقائية وطوارئ، وتقديم التدريب للأمهات والمراهقين عبر بث مقاطع توعوية في النوادي النسوية والمؤسسات التعليمية.
أثر الحملة
تهدف الحملة إلى تقليل حالات التنمر داخل المدارس، وتوفير بيئة تعليمية آمنة، ودعم الضحايا والشهود. تجسد هذه الحملة التزام المغرب بتعزيز حقوق الطفل من خلال أدوات عملية ومناهج تدريبية تُمكن المؤسسات التعليمية من مواجهة التحديات الاجتماعية المعاصرة.