أشرف الحساني يكتب: التعليم في الصيف.. فوائدٌ كثيرة و«مخاطر» قليلة

أشرف الحساني

في 08/07/2024 على الساعة 18:00, تحديث بتاريخ 08/07/2024 على الساعة 18:00

مقال رأيمع انتهاء موسم الدراسة وبداية فصل الصيف، يُفضّل العديد من الآباء وأولياء التلاميذ تسجيل أطفالهم في مدارس تعلّم اللغات وحصص الدعم التربوي للتعرّف على بعضٍ من برامج السنة المقبلة، على خلفية الارتباك الحاصل في نظام التدريس العاديّ بسبب مشاكل الأساتذة مع الوزارة الوصية على الشأن التعليمي.

على هذا الأساس، يختار العديد من الآباء وأولياء التلاميذ أنْ يكون فصل الصيف بالنسبة لهم مساحة للتعلّم وإعادة تكريس المكتسبات السابقة والانفتاح على المطالعات الخاصّة وتعلّم اللغات الأجنبية. في حين يُفضّل البعض أنْ يبقى أبنائهم بعيدون كلّ البعد عن مقاعد الدراسة كنوعٍ من التخفيف الذهني عليهم على أساس أنّ فصل الصيف مخصصاً للراحة والترفيه والاستجمام. في حين يقترح البعض أنْ يعود أبنائهم إلى حجرات الدرس من أجل تعلّم لغاتٍ أجنبية أخرى تُساعدهم على اكتساب مهارات التواصل مع الآخر، خاصّة وأنّ المناهج التعليمية الجديدة والوظائف فيها حرصٌ كبير على اللغات، باعتبارها تُشكّل مداخل حقيقية للتعرّف على الآخر وفهم ثقافته وتحقيق تواصل فعّال معه. إنّ المشكل الحقيقي الذي يطبع علاقة المغاربة بالتعليم الصيفي كامنٌ بدرجةٍ أولى فيه الاعتقاد بأنّ التعليم لا يكون في الصيف والذي يكون في العادة مخصصاً للبحر وكأنّ المعرفة مرتبطة بالدراسة فقط. اعترافٌ كهذا يجد ملامحه في المكتبات المغلقة طيلة شهر غشت على أساس أنّ هذه الفضاءات في عطلة، رغم أنّ عملية القراءة والبحث لا يتوقفان طيلة السنة.

يجد بعض الأخصائيين في الصيف ملاذاً ترفيهياً يُبعد الأطفال عن عوالم الدراسة ويجعلهم يستمتعون بالسفر، لأنّ الإكثار من الضغط على الأطفال، قد يُصعّب العملية التعليمية التعلّمية على ذهنيتهم ويجعلها في مرحلة ما صعبة وغير دقيقة. لكنْ بغضّ النّظر عن مخاطر هذه العملية في نظرّ المتخصصين، فإنّ التعلمّ يبقى من العوامل الصحية لتنمية عقول التلاميذ والدفع بشخصيتهم إلى الأمام، حتّى يكونوا فاعلين ولهم القدرة على الفهم والنقد وطرح السؤال. إنّ اللغات تعتبر اليوم المدخل الحقيقي لبناء معرفة معاصرة منفتحة على العلوم الجديدة وقادرة على توجيه الطلبة صوب نمطٍ آخر من التفكير لتسهيل عملية الولوج إلى الجامعات والمدارس والمعاهد. فهذه الفضاءات الأكاديمية لا دراسة فيها بدون لغتين على الأقلّ، لأنّ النظام التعليمي أصبح اليوم منفتحاً على العالم وبدون لغة يبدو التلميذ مثل الأعمى الذي يتلمّس طريقه في الخواء.

إغلاق المكتبات في الصيف مشكل حقيقي يعاني منه النظام التعليمي الذي يُكرّس نوعاً من التعلّم « المصلحي » المرتبط بتحقيق أهداف النجاح والشهادات لا أكثر. في حين تُعلّمنا المكتبات معنى المعرفة الحقيقية وقدرتها على تجميل حياتنا اليومية، انطلاقاً من الروايات والمسرحيات وكتب التاريخ والعلوم. إنّ هذه الأنماط المعرفية تلعب دوراً بالغاً في التأثير على ذهنية القارئ وفتح ذهنه على تحوّلات الواقع. إنّ التعليم في الصيف له إيجابيات كثيرة في بناء شخصية المتعلّم وتحقيق نوع من الحرية على مستوى القراءة والتعلّم.

تحرير من طرف أشرف الحساني
في 08/07/2024 على الساعة 18:00, تحديث بتاريخ 08/07/2024 على الساعة 18:00