قال محسن بنزاكور، الباحث في علم النفس الاجتماعي، في تصريح لـle360، متحدثا عن التبعات النفسية لهذا الزلزال: «الناس أمام الفاجعة ليسوا سواسية، فبالنسبة للأشخاص الذين عاشوا الفاجعة، فذاكرتهم العاطفية تظل محتفظة بمشاهدة هذه الكارثة لمدة طويلة، رغم أنها لم تدم إلا 30 ثانية فقط، وبالتالي رغم حصولهم على العلاج والمتابعة النفسية، فإن تعرضهم لأي محفز، سيعيد إلى ذاكرتهم كل مشاهد الفاجعة».
وأضاف: «ولكن لحسن الحظ، هناك تقنية علاجية حديثة، تدعى EMDR (حساسية حركة العين وإعادة المعالجة)، وهي فصل الصور عن العاطفة. وتتم هذه التقنية عن طريق حركات معينة للعينين، ليتم تخفيف وطء الصورة في علاقتها مع البصر».
وكشف بنزاكور أن هناك تقنية علاجية أخرى، وهي العلاج السلوكي المعرفي، وتابع قائلا: « هذه التقنية يجب اللجوء إليها مع الأشخاص الذين ينفصلون تدريجيا عن الواقع، وهؤلاء يجب معالجتهم بسرعة، من خلال الطبطبة على الظهر أو الرجل أو الكتف، والتحدث معهم، ليتمكنوا من العودة تدريجيا إلى الواقع، ويتجاوزوا هول الصدمة».
وبالإضافة إلى هذه التقنيات، أكد المتحدث نفسه أنه لابد من المتابعة النفسية البعدية، خاصة أن بعض الأشخاص يعانون من أمراض نفسية قبل حدوث الزلزال.
واعتبر هذا الخبير أن الأشخاص الأكثر تضررا من هذه الكارثة هم الأطفال الذين فقدوا أباءهم وعائلاتهم، وبالتالي هم بحاجة لعلاج آني يتمثل في إبعادهم عن موقع الفاجعة، ريثما يتم إيجاد حل للتكفل بهم اجتماعيا.
وبالنسبة للمسنين، أكد بنزاكور أن هذه الفئة لديها مشكل يتمثل في إحساسهم بالضعف والدونية، الأمر الذي يزيد من معاناتهم النفسية، لذلك يحث هذا المتحدث على تقديم المساندة النفسية لكبار السن.