ولتقريب متابعي Le360 من هذا المشهد، انتقلنا إلى هذه المغارة البحرية، لنلتقي بالخبير البيئي السالك اعويسة، رئيس شبكة جمعية اخنيفيس العاملة في مجال البيئة، والذي يرى أن الحفرة مرتبطة بعوامل الزمن ونوعية الصخور.
وأوضح عويسة، في تصريح لـLe360، أن هذه الحفرة نتجت عنها تآكل للصخور، مما أدى إلى سقوط الطبقات العليا، مضيفا أن الموقع كان قد عرف مرور الفقمة الناسكة (Phoque moine)، التي جعلت منه آنذاك ملجأ، على غرار مجموعة من الطيور، خصوصا الجوارح التي كانت تصطاد فيه الحمام، مما ميز الموقع، ليس فقط جغرافيا، وإنما أيضا على المستوى البيئي.
حُفرة عميقة بجانب شاطئ أخفنير بالصحراء المغربية
وبالنظر إلى شكل وعمق هذه الفجوة وجماليتها، فقد صاحبتها العديد من الحكايا والقصص والأساطير، التي نسجها من مروا أو سكنوا المكان، الذي ارتبط بالعجائب واللامنطق، وتجاوز القواعد الفيزيائية والعلمية -بالنسبة لبعضهم-، بين من كانوا رعاة لم تنج البعض من أغنامهم من الموت والهلاك والاندثار نتيجة الفجوات الجغرافية والبحرية التي تبتلع كل ما مر عليها أو منها.
كما تشير بعض الأساطير أيضا إلى أن فجوة «عجب الله» كانت تعرف تصاعدا مثيرا لأعمدة الدخان التي لم يجدوا لها تفسيرا علميا، مع أن الامر كان يتعلق فقط ببعض المارة والرحل الذين يشعلون النيران للتدفئة والطهي بالقرب من إحدى الفجوات المجاورة لها، مما يسمح للدخان بالمرور منها وعبرها قبل أن يخرج من من هذه الحفرة التي يسميها علماء غربيون مروا منها بـ «Le trou du diable»، والتي أصبحت تعرف توافد السياح من شتى أنحاء المعمورة، خصوصا بعد أن قامت جمعية شبكة جمعية اخنيفيس العاملة في مجال البيئة بتسييج المكان بأعمدة أسمنتية مغلفة بالخشب لأجل سلامة الزوار.