وأوردت يومية «الصباح»، في عددها ليوم الخميس 27 يوليوز 2023، أن افتضاح أنشطة العصابة الإجرامية، تم بعد أن شهد حي القنارية بالمدينة القديمة بمراكش، مساء الثلاثاء، حادثا خطيرا كاد أن ينتهي بإزهاق الأرواح، بعد انهيار بنايات تابعة لرياض على رؤوس مجموعة من الأشخاص كانوا منهمكين في عمليات الحفر لاستخراج كنز.
وأضافت الجريدة أن العصابة تتكون من 8 أشخاص، يتزعمهم مدير مكتب للدراسات الهندسية إذ استغل المهندس مستخدميه في المكتب من بينهم مختصون في مجال البناء وفقيها (مشعوذ) لإقناعهم بتنفيذ مخططاته في استخراج كنز مهم يضم صندوقا يحتوي على نفائس يوجد بأحد الرياضات بالمدينة القديمة.
وأفادت مصادر متطابقة للصحيفة أن التحريات والأبحاث الأولية، كشفت أن أفراد العصابة اعتمدوا في عمليتهم المثيرة على طريقة احترافية، تمثلت في الولوج إلى «المطمورة» عن طريق حفر تحت أرضي من رياض مجاور يملكه المهندس، الذي يتوفر على خريطة تكشف وجود كنز مدفون برياض تابع لجيرانه.
وذكرت المصادر ذاتها أن المشتبه فيهم استغلوا حلول الظلام، وهدوء المكان بعد خلوه من المارة، لينتقلوا إلى رياض المهندس، من أجل ولوج رياض مجاور يعرف بضمه الكنوز القديمة، مستغلين غياب أصحابه، إذ شرعوا في عملية الحفر تحت عمق 20 مترا للوصول إلى الخندق الذي ضم مطمورة تحتوي الذهب واللويز، بعيدا عن أعين المتربصين وفي غفلة من السلطات المحلية، قبل أن يجهض حادث سقوط الردم على رؤوسهم مخططاتهم.
وفضح سماع ذوي الانهيار وصراخ ضحاياه مخططات أفراد العصابة الذين وجدوا أنفسهم تحت الأنقاض يصارعون الموت، بينما المجموعة الأخرى بقيت مشدوهة من هول الصدمة ومحاصرتها من قبل الجيرانو سكان الحي، حسب المصدر.
وبمجرد توصلها بمضمون الإشعار، استنفرت المصالح الأمنية والسلطات المحلية والوقاية المدنية مختلف عناصرها إلى مسرح الحادث، إذ تم انتشال الضحايا من تحت الأنقاض ونقلهم على متن سيارة إسعاف إلى المستشفى لإخضاعهم للعلاجات الضرورية، ومحاولة إنقاذ الشخص الثالث، الذي كان في وضعية غيبوبة، في حين تم إيقاف 4 من شركائهم واقتيادهم إلى مقر الشرطة للتحقيق معهم حول الأفعال الإجرامية المنسوبة إليهم.
وارتباطا بإجراءات الإيقاف، تقول الجريدة، أسفرت عملية التفتيش عن حجز آليات للتنقيب عن الآثار والكنوز والمعادن النفيسة وحجز معدات مستعملة في عمليات الحفر، مشيرة إلى أن الضحية الذي كان يوجد في حالة حرجة، استيقظ من غيبوبته، إذ يخضع للعلاج الضروري في حين غادر المصابان المستشفى ضمنهما الفقيه الذي تعرض لكسور في انتظار إيداعهما تدابير الحراسة النظرية رهن الأبحاث القضائية التي تشرف عليها النيابة العامة كما هو شأن باقي الموقوفين.
ومن أجل تشديد الخناق على المهندس زعيم عصابة الكنوز ومحاصرة تحركاته بعد عملية فراره إلى وجهة مجهولة، أصدرت المصالح الأمنية التابعة لولاية أمن مراكش في الساعات الأولى من صباح أمس (الأربعاء)، مذكرة بحث على الصعيد الوطني في حق المتهم الرئيسي، من أجل إيقافه في أقرب وقت ممكن لكشف ملابسات القضية، وخلفياتها وتحديد امتدادات عملياته الإجرامية لإيقاف كافة المتورطين في قضية «الكنوز».