وأوردت يومية « الأخبار » في عددها ليوم الأربعاء 15 مارس 2023، أن هذا الشاب حسب ما هو موثق في شريط الفيديو القصير، كان يجري فوق قمة جبل بإحدى جماعات إقليم طاطا، مدعياً مطاردته من قبل أشخاص آخرين يحاولون قتله، كما أكد في الشريط أنه لا يستطيع التوقف عن الجري لأن الملاحقين يقتربون منه، وبالتالي فإن حياته مهددة، لأن هؤلاء قاموا بإفراغ محلول قابل للاشتعال عليه، قبل أن يلوذ بالفرار من بين أيديهم، حسب تصريحه.
وأضافت الجريدة أن المعني بعد نشره لهذا الفيديو على صفحته الشخصية تناقله المئات من الأشخاص بمدينة طاطا، وتفاعلوا معه، الأمر الذي أدى إلى استنفار السلطات الإقليمية، وسرية الدرك الملكي بالمدينة والقيادة الإقليمية للقوات المساعدة من أجل التدخل لإنقاذ الضحية المزعوم من المطاردين.
وبعد جهد جهيد، يقول المصدر نفسه، تم تحديد المجال الجبلي الذي بث منه الشريط، وهو جبل قريب من إحدى الجماعات الترابية التابعة لقيادة « إسأفن »، لتنطلق قافلة لمجموعة من سيارات القوات المساعدة وعناصرها، وعناصر الدرك وأعوان السلطة نحو المكان المحدد، حيث باشروا عمليات البحث رغم صعوبته لكون المنطقة جبلية، ثم لأن هذا الشاب كان يتحرك كثيرا من مكان إلى آخر خوفا من «ملاحقة باقي الأشخاص »، إضافة إلى الظلام الدامس وهبوب رياح قوية بالمنطقة الجبلية.
ووفق المصدر، فقد استمر البحث مدة طويلة حيث توزع الباحثون إلى فرق من أجل تسهيل العمل، إذ لم تكلل مجهوداتهم بالتوفيق، إلا بعد بحث مضن فجر يوم الأحد المنصرم، حيث أدت فعالية واحترافية عناصر القوات المساعدة إلى العثور عليه بأحد الجبال وهو في صحة جيدة.
وتم إنزال الشاب من الجبل الذي كان فيه ونقل عبر سيارة للدرك الملكي إلى مدينة طاطا بعد تعليمات للنيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بطاطا، بعدما تبين أن هذا الشاب لم يكن في حالة طبيعية.
وأردفت الصحيفة أن المعني قد يكون تعاطى شحنة زائدة من مخدر قوي، الأمر الذي أدى إلى دخوله في حالة هلوسة خطيرة، إذ بدأ يتخيل مطاردته من قبل أشخاص آخرين من أجل قتله.
وأشار المصدر نفسه إلى أن الموقوف كان رفقة عدد من رفاقه بالقرب من سلسلة جبال « دوودار »، حيث تناول شحنات من مخدر قوي، مما أدى إلى فراره نحو الجبل معتقدا أنه سيعصمه من قتلة مفترضين حسب ما كان يتهيأ له.
وجرى إيداع الموقوف رهن تدابير الحراسة النظرية لدى الضابطة القضائية بمركز الدرك الملكي لطاطا في انتظار تقديمه أمام النيابة العامة بعد عودته إلى حالته الطبيعية بتهم منها «إزعاج السلطات ونشر بلاغ كاذب».