وحسب ما أفاد به بلاغ صحفي، صادر عن الجامعة، فإن قرار إنشاء هذا الكرسي تم خلال الدورة التاسعة للمنتدى العالمي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة الذي عقد بمدينة فاس أيام 22-23 نونبر، حيث أعلن الممثل السامي لتحالف الحضارات، ميغيل أنخيل موراتينوس، إنشاء هذا الكرسي بالجامعة الأورومتوسطية بفاس.
عبد الحق عزوزي، الذي عين في هذا المنصب، هو أستاذ جامعي في العلاقات الدولية والاستراتيجية والعلوم السياسية، وهو مفكر وأكاديمي مغربي، وهو عضو مؤسس وعضو مجلس إدارة الجامعة الأورومتوسطية بفاس. أنشأ العديد من المؤسسات والمراكز البحثية والتنموية وترأسها؛ وأسهم في مأسسة العديد من الملتقيات الدولية والمنشورات المعتمدة دولياً، والبرامج التنموية ذات البعد الدولي، كمنتدى فاس حول تحالف الحضارات والتنوع الثقافي، ومنتدى فاس حول الاتحاد من أجل المتوسط، وله إسهامات عدة في التعاون بين ضفتي المتوسط وبين الديانات بلورت في سياسات عامة جادة وهادفة.
وهو عضو مستشار في منظمات وهيئات دولية عدة، وحاصل على عدد من الجوائز والتوشيحات العالمية، كحصوله على وسام من درجة فارس في الفنون والآداب من وزارة الثقافة الفرنسية وكحصوله على جائزة الجمعية البرلمانية المتوسطية التي مقرها مالطا. له ما يقرب من ثلاثين كتابا من المؤلفات المعتمدة عربياً ودولياً؛ ومن أهمها تسعة مجلدات حول تحالف الحضارات والتنوع الثقافي بالعربية والفرنسية والإنجليزية، كما أن له ما يزيد عن 1500 عمود فكري.
وأضاف البلاغ: «إن مجلس إدارة الجامعة الأورومتوسطية بفاس ليؤمن بأن تحالف الحضارات ضرورة حتمية وواجب أخلاقي وإنساني، وهو تعبير أصيل عن أبرز قيم الحضارة العالمية وسمات الشخصية الإنسانية المتوازنة؛ ويفتح تحالف الحضارات المجال واسعا أمام تفاهم الشعوب والجماعات، ويؤدي إلى تقارب الحضارات وتلاقحها، وينطلق من نقاط الالتقاء بدلا من أوجه الاختلاف، في إطار الالتزام بالموضوعية والحياد عند تناول الآخر من النواحي كافة، والابتعاد المطلق عن تغيير الحقائق على نحو يشوه صورة الآخرين أو يسيء إليهم.... وهو اختيار العقلاء وسبيل يسلكه الحكماء ومسئولية إنسانية مشتركة يتحملها بصورة خاصة صانعو القرار والنخب الفكرية والثقافية والإعلامية في العالم أجمع، من أجل المشاركة الجماعية في بناء السلام في الحاضر والمستقبل؛ فالصدامات والصراعات تسبب المآسي على مستوى الأفراد والشعوب، وتزرع الكراهية والنفور بين البشر، والبديل الأمثل للوقاية منها هو الحوار والتفاهم والتعايش السلمي واحترام حقوق الآخرين ومراعاة خصوصياتهم، مع الاستفادة من التنوع الذي يمثله تعدد الديانات والثقافات والحضارات لبناء مجتمع إنساني متفاعل ومتكامل...
وإنشاء هذا الكرسي العالمي في مدينة فاس وفي الجامعة الأورومتوسطية، ينبع من القناعة بالدور التاريخي الذي اضطلعت به مدينة فاس كعاصمة لتحالف الحضارات والتنوع الثقافي، والدور التاريخي الذي اضطلعت به أقدم جامعة في العالم، وهي جامعة القرويين، التي زرعت القيم الحضارية والقواعد المشتركة الإنسانية وهي لبنات كل حوار مثمر وفعال، وتفتح الطرق أمام التجاوب والتعارف، وتسمح للبشرية بأن تعيش في وئام ووفاق.
جدير بالذكر أن مجلس إدارة الجامعة الأورومتوسطية بفاس يضم عدة شخصيات وطنية ودولية من بينها: أندري أزولاي، مستشار الملك محمد السادس؛ مصطفى بوسمينة، رئيس الجامعة الأورومتوسطية؛ محمد القباج، رئيس مجلس إدارة الجامعة الأورومتوسطية؛ ادريس جطو؛ عثمان بنجلون؛ عبدالحق عزوزي؛ وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج؛ وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار؛ وزارة المالية والاقتصاد؛ وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة؛ عمر الفاسي الفهري، أمين السر الدائم لأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات؛ خالد سفير؛ ميشيل جوندرو ماسالو، رئيسة أكاديميات باريس؛ الاتحاد من أجل المتوسط والذي مقره لشبونة؛ رودي كراتشا (نائبة رئيس البرلمان الأوروبي، سابقا)؛ سعد الكتاني؛ محمد الدويري؛ محمد حوراني؛ الطيب الشكيلي (وزير التعليم السابق)، الكاتب العام للتعليم في إسبانيا؛ السلطات المحلية والمنتخبة، وشخصيات وطنية وعالمية أخرى.