المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي تقدم تصورها لتطوير البيداغوجيا وتنمية مهارات الأطفال

مؤسسة للتعليم الأولي

في 02/12/2025 على الساعة 22:00

قدّمت المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي عرضا مفصلا حول رؤيتها الجديدة لتطوير القطاع، وذلك خلال لقاء نظمته، يوم الثلاثاء 2 دجنبر 2025، بالدار البيضاء.

واستعرض نور الدين بوطيب، رئيس المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، مسار تأسيس المؤسسة سنة 2008 وانطلاق عملها فعليا في دجنبر 2009، بمبادرة من «المجلس الأعلى للتربية والتكوين» وبتعاون مع وزارتي التربية الوطنية والداخلية، مشيرا إلى أن المؤسسة أصبحت اليوم تشرف على أزيد من 60 في المائة من وحدات التعليم الأولي عبر مختلف جهات المملكة، في إطار شراكات مع وزارة التعليم والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية ومؤسسات أخرى.

بيداغوجيا ترتكز على المهارات لا على اللغات فقط

وشدد بوطيب على أن المؤسسة تعتمد تصورا تربويا يختلف عن النموذج التقليدي الذي يركز على تعليم اللغات بشكل أساسي، موضحا أن المقاربة المعتمدة تمنح مكانة مركزية لتنمية مهارات الطفل، باعتبارها عنصرا بنيويا في بناء شخصيته.

وأوضح أن المهارات الحياتية والاجتماعية والفنية تُعدّ ركنا أساسيا داخل المنهاج المعتمد، لأنها تمكّن الطفل من اكتساب ثقافة متنوعة وتُسهِم في تعزيز قدرته على التفاعل داخل الأسرة والمجتمع، مُبرزا ضرورة انتباه المدرسين لهذه المهارات ودمجها في الممارسة الصفية بوصفها مكونا يجب تنميته وليس عنصراً ثانوياً.

التنوّع المعرفي أساس لبناء شخصية الطفل

ولفت رئيس المؤسسة إلى أن تنويع المعارف التي يتلقاها الطفل، من لغات وموسيقى وتاريخ وجغرافيا وأنشطة فنية، يعزز قابليته للتعلم ويقوي حسه الإبداعي ضمن بيداغوجيا المشروع التي تعتمدها المؤسسة، مؤكدا أن التفكير في العملية الإبداعية جزء من جوهر العملية التعليمية.

وأضاف أن المشروع التعليمي للمؤسسة لا يقوم على القراءة والكتابة فقط، بل يشمل اللعب والحكاية والمسرح باعتبارها أدوات بيداغوجية فعالة تنمي قدرات التعلم وتحفز الطفل على اكتساب المعرفة بطريقة طبيعية ومرنة.

خطة «أطفالنا 2030».. توجّه نحو تعميم المهارات داخل الأقسام

وأشار بوطيب إلى أن المؤسسة تعتمد خطة «أطفالنا 2030» التي تُعيد الاعتبار لمفهوم المهارة كأحد أعمدة البيداغوجيا الحديثة، وهي مقاربة تمكن المدرس من الاهتمام بجميع الأطفال داخل القسم، لا فقط المتفوقين منهم، وذلك عبر تنويع الأنشطة لتحقيق اكتشاف مبكر لقدرات كل طفل وتوجيهها وفق خصوصياته.

اللغة اليومية مدخل لبناء تواصل فعّال

وفي ما يتعلق بالجانب اللغوي، أكد بوطيب أن الانطلاق من المعجم المرتبط بالحياة اليومية يُعتبر خطوة أساسية لتمكين الطفل من الربط بين الجمل والتعبير السليم بالعربية أو الفرنسية، مما يرسخ لديه مهارة التواصل ويُسهم في إدماجه داخل الوسط المدرسي.

انفتاح على التكنولوجيا لتحفيز التعلم

كما أبرز انفتاح المؤسسة على استعمال الوسائل التكنولوجية الحديثة، من لوحات إلكترونية وروبوتات تعليمية، بما يعزّز التعلم الذاتي لدى الأطفال ويطور مهاراتهم التقنية والمعرفية والحركية، انسجاما مع التحولات الرقمية التي يعرفها المجال التربوي.

واختُتم اللقاء بنقاش تفاعلي بين الحاضرين حول السبل الكفيلة بتطوير التعليم الأولي وتجويد المناهج المعتمدة، في أفق تحقيق نموذج تربوي يرتكز على المهارات والإبداع وجودة التعلمات.

تحرير من طرف أشرف الحساني
في 02/12/2025 على الساعة 22:00