البيضاويون على متن الطرامواي: روتين يومي بين الانتظار والتأقلم

في 03/08/2025 على الساعة 09:00

مع أولى خيوط الصباح، تبدأ عربات الطرامواي في الانطلاق من محطاتها، حاملة مئات الركاب المتوجهين نحو مقرات العمل والدراسة في قلب الدار البيضاء. مشاهد تتكرر كل يوم، لكنها تعكس في كل مرة وجوها مختلفة، وانطباعات متباينة عن هذه الوسيلة الحيوية وسط صخب العاصمة الاقتصادية للمملكة.

عند الساعة الثامنة، تكون العربات في ذروة حركتها. داخلها، يخيّم الصمت في بعض الزوايا، بينما تملأ الشكاوى والملاحظات زوايا أخرى.

وفي جولة ميدانية قادتنا إلى خط الطرام الرابط بين سيدي البرنوصي ووسط المدينة، رصدنا نماذج متعددة من مستخدمي هذا الفضاء المشترك.

قراءة، تأمل، وتذمر...

محمد، موظف في القطاع البنكي، كان غارقا في قراءة رواية. يطوي دفتي الكتاب ليقول: «أستغل وقت رحلتي إلى العمل في القراءة، هذا يساعدني على كسر الروتين.» تقاطع هذا الشاب الثلاثيني، فتاة في العشرينات من عمرها تجلس جانبه، تنزع من أذنها إحدى سماعات الأذن المرتبطة بهاتفها، لتقول: «الطرام هو لحظة هدوء قبل ضغط العمل...أنا أيضا تعودت على هذا الإيقاع.»

لكن الصورة لا تخلو من أصوات غاضبة. عبد العزيز، خمسيني يعمل في القطاع الخاص، عبّر بانفعال: "هذا ليس نقلا بل عذاب يومي، تأخير واكتظاظ ومقاعد لا تكفي».

في الزاوية الخلفية من العربة، يقف شاب يرتدي زي عمل، يتكئ على العمود المعدني وقد بدا عليه التعب:"كل يوم نفس الوجوه ونفس الزحام... التغيير صار حلما.»

بين الخدمة والبنية التحتية

رغم توفر الطرامواي على توقيت منتظم وتغطية لمناطق واسعة من المدينة، إلا أن ضغط الاستخدام ووتيرة الحياة المتسارعة تجعل من تجربة التنقل تحديا يوميا لكثير من البيضاويين.

في اتصال مع أحد مستخدمي الطرام المنتظمين، شدد على أن «الخدمة ضرورية لكن غير كافية»، مضيفا: «المدينة تكبر بسرعة، ونحتاج إلى مضاعفة الخطوط وتحسين الوتيرة في ساعات الذروة».

الطرامواي في الدار البيضاء ليس مجرد وسيلة نقل، بل مرآة ليوميات سكانها. في عرباته، تنعكس اختلالات المدينة كما تتجلى قوتها في التأقلم والتعايش مع الإكراهات اليومية.

تحرير من طرف لبنى حرشي / صحفية متدربة
في 03/08/2025 على الساعة 09:00