نقابة تطالب بحماية العمال من الإجهاد الحراري

عمال بناء

عمال بناء

في 18/08/2024 على الساعة 15:15, تحديث بتاريخ 18/08/2024 على الساعة 15:15

دعت المنظمة الديمقراطية للشغل وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية واتحاد مقاولات المغرب إلى «اتخاذ القرارات الضرورية للتعامل مع معدلات التغيير والارتفاعات غير المسبوقة في درجات الحرارة، ما يعرض آلاف العاملات والعمال لأخطار الإصابة بالعديد من الأمراض».

وعبرت المنظمة الديمقراطية للشغل، في بلاغ لها، عن قلقها الشديد بسبب «ضعف الوسائل والتدابير الوقائية والاحترازية لحماية العمال والعاملات ضد أخطار الإجهاد الحراري وضمان بيئة عمل آمنة وصحية في عدد من الشركات والمقاولات والمشاتل الزراعية والأوراش الكبرى»، داعية وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات إلى «اتخاذ تدابير عاجلة مطلوبة لحماية العمال والعاملات من أخطار الإجهاد الحراري قبل وقوع كوراث».

وذكرت المنظمة «فئات واسعة من العمال والعاملات بالمغرب تواجه أخطار الإجهاد الحراري، القاتل الصامت، بسبب استمرار ارتفاع درجات الحرارة إلى نسب قياسية، وهو ما يعرض حياتهم لمخاطر عديدة، نتيجة تعرض أجسادهم لحرارة مرتفعة، خاصة أولئك الذين يشتغلون في أعمال شاقة ويتعرضون فيها بشكل مباشر للحرارة المفرطة وضربات الشمس».

وضرب المصدر المثال بعمال البناء وتشييد البنية التحتية من طرقات وجسور وشبكات الصرف الصحي والكهرباء والماء، وبناء إقامات سكنية وملاعب ومستشفيات، وأعمال الحفر واستغلال المقالع، والحقول الزراعية، والصيد، والتعدين، والصناعات التحويلية، والنقل، والأفران.

واعتبر التنظيم النقابي أن الأوضاع سيان « سواء داخل المصانع أو تحت أشعة الشمس المباشرة »، مسجلا في هذا الإطار أنه « من المتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع حسب نشرات الأرصاد الجوية المغربية وتتجاوز في عدة جهات 47 درجة مئوية، مما يعني وجود خطر الإصابة بضربات الشمس. ومع المتغيرات المناخية، أصبحت الحرارة المفرطة تخلق تحديات غير مسبوقة للعمال على مدار العام، وليس فقط خلال فترة الصيف وموجات الحر الشديد ».

واعتبرت المنظمة العمالية أن « الإجهاد الحراري يعدّ قاتلا خفيا وصامتا يمكن أن يسبب المرض أو ضربة الشمس أو حتى الموت »، موضحا أن « من مظاهرها الطفح الجلدي، والجفاف، والتشنجات العضلية، والإعياء الحراري، فضلا عن فقدان الوعي، وغيرها من الأعراض التي قد تهدد صحتهم بمرض خطير أو الوفاة »، منبها إلى خطر الإجهاد الحراري و »تأثيره المدمر على أعضاء حيوية في الجسم، كالدماغ، والقلب، والكلى، والكبد والرئتين، إلخ ».

وسجلت النقابة أن « خطورة التعرّض للحرارة تتشكل بفعل عوامل فسيولوجية، مثل العمر والحالة الصحّية وعوامل التعرّض مثل المهنة والظروف الاجتماعية والاقتصادية على حد سواء، خاصة في ظل غياب الحد الأدنى من الوسائل والمستلزمات والتدابير الوقائية والاحترازية الضرورية عندما ترتفع درجات الحرارة بشكل كبير ».

ودعت المنظمة الديمقراطية للشغل وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية واتحاد مقاولات المغرب إلى « اتخاذ القرارات الضرورية للتعامل مع معدلات التغيير والارتفاعات غير المسبوقة في درجات الحرارة، ما يعرض آلاف العاملات والعمال لأخطار الإصابة بالعديد من الأمراض ».

وأوصت المنظمة النقابية بـ »تعزيز السلامة والصحة المهنية، وتأمين بيئة العمل في ضوء التحديات الحالية بالتنسيق مع الإدارات والمؤسسات المعنية، خاصة وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، في إطار خطة طوارئ، وفرض العديد من إجراءات وتدابير الحماية والوقاية من المشاكل الصحية المتعلقة بالعمل في أوضاع مماثلة، والحد من الجهد البدني بتوفير المعدات والأدوات الكفيلة بذلك، وتوفير مياه وسوائل باردة للعاملين مع توفير فترة راحة وتعيين مراقبين مدربين على طرق الوقاية والتعامل مع المشاكل الصحية لملاحظة أي أعراض أو علامات للمشاكل الصحية ».

ودعت النقابة إلى « مراجعة التشريعات والقوانين المتقادمة والمصادقة على توصيات واتفاقيات منظمة العمل الدولية ذات الصلة ووضع سياسة وطنية للسلامة والصحة المهنية في أماكن العمل ومخطط واستراتيجي وطني لحماية العمال والعاملات ضد مخاطر الإجهاد الحرار وتعزيز السلامة والصحة المهنية وتأمين بيئة العمل في ضوء التحديات الحالية بالتنسيق مع الإدارات والمؤسسات المعنية، خاصة وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في إطار خطة طوارئ ».

تحرير من طرف عبير العمراني
في 18/08/2024 على الساعة 15:15, تحديث بتاريخ 18/08/2024 على الساعة 15:15