وشهد منتزه عين فيتال تحولا مذهلا، حيث استفادت هذه الجوهرة الطبيعية، التي تقع على مساحة 12 هكتارا، في قلب واحة من المساحات الخضراء، من مشروع طموح لإعادة تأهيلها من أجل ضخ دماء جديدة في هذا الفضاء السياحي الرائع.
فبغلاف مالي يفوق 10,5 مليون درهم، تمحورت عملية إعادة تأهيل المنتزه حول عدة محاور استراتيجية، بهدف خلق فضاء متعدد الاستعمالات، تمثلت أبرز جوانبها في تهيئة فضاءات خضراء مصممة خصيصا لاستقبال الأسر الباحثين عن الاسترخاء، كما تم الحرص على تلبية انتظارات عشاق التنزه سيرا على الأقدام وممارسة الرياضة في الهواء الطلق، مع إنشاء مسارات للمشي ومرافق مخصصة للرياضات البيئية.
ومن ضمن الابتكارات التي تضمنها المشروع، هو وضع مسارات لركوب الخيل، حيث تساهم هذه المبادرة في فتح آفاق جديدة لعشاق الفروسية، تتيح تجربة فريدة من نوعها لاكتشاف المنتزه على إيقاع الحوافر، كما تم إيلاء أهمية خاصة للبعد الثقافي المتعلق بالصناعة التقليدية، حيث تمت تهيئة فضاءات مخصصة لعرض المنتجات المجالية والصناعة التقليدية المحلية، وهو ما سيشكل نافذة للصناع التقليديين بالجهة تتيح للزوار اكتشاف واقتناء الإبداعات الأصيلة.
بدوره، حظي الماء العنصر الأساسي للمنتزه، بعناية خاصة حيث سيمكن إحداث مجار مائية طبيعية واصطناعية من تعزيز جمالية المنتزه وفسح المجال للزوار للاسترخاء والانتعاش، وشكلت تهيئة عين مائية طبيعية أحد العناصر الأساسية لعملية تجديد هذه الجوهرة الطبيعية.
واستقت كاميرا Le360، خلال جولتها، آراء المتوافدين الباحثين عن الاسترخاء في أحضان الطبيعة الخلابة، الذين استحسنوا الأجواء عامة، بارتسامات جيدة، خاصة أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج الذين قدموا رفقة أسرهم.
وأعرب عبد الحي، وهو أحد سكان مدينة مكناس، في تصريح لـLe360، عن إعجابه بالتحول الكبير الذي شهده منتزه عين فيتال، ونوه بالمسارات الجديدة للمشي التي تتيح استكشاف الجمال الطبيعي للفضاء، مثنيا أيضا على النظافة التي تميز هذا المتنفس والتحسن الملحوظ للأنشطة والخدمات التي يقترحها على زواره من مختلف الأعمار.
من جهته أثنى حمزة، وهو زائر من مدينة الفقيه بن صالح، الذي قادته الصدفة لزيارة منتزه عين فيتال، على حفاوة الاستقبال التي تميز السكان المحليين، وبالطابع التقليدي المعتمد في تهيئة الأكشاك المخصصة لبيع المنتجات المجالية التي تتيح نافذة للتعرف على منتجات الصناعة التقليدية والنكهات المحلية، قائلا: «قادتني الصدفة إلى هذا المكان لأخوض تجربة استثنائية ورائعة. فعلا منطقة عين فيتال تستحق الزيارة».
يُشار إلى أن منتزه عين فيتال، بمؤهلاته السياحية والجبلية الإيكولوجية، يفرض نفسه ضمن المنتجعات الطبيعية على صعيد إقليم إفران، كوجهة متميزة، تستقطب، على مدار السنة، عشاق الفضاءات الإيكولوجية، ومتنفسا للهروب من ضوضاء المدينة نحو هدوء وجمال الطبيعة.
