وأفادت شهادات من عين المكان بأن المعاناة بلغت مستويات مزرية، حيث يضطر السكان لقطع مسافات طويلة لجلب المياه وتأمين احتياجاتهم اليومية من غسل وطبخ ونظافة.
وأثارت الساكنة تساؤلات حول معايير الاستفادة، في ظل حصول بعض المنازل على تراخيص وعدادات للماء مقابل حرمان جيرانهم في الأحياء ذاتها، مما يضع المجلس الجماعي أمام علامات استفهام حول تدبير هذا الملف.
وقالت فاطمة زغمان، إحدى المتضررات، إن السكان يعيشون في أوضاع مزرية بسبب غياب هذه المادة الحيوية عن منازلهم، إذ يضطرون إلى جلب المياه من مسافات بعيدة لسد عطشهم ولغسل الأواني وتصبين الملابس وتوفير البقية للمرافق الصحية وغيرها من الاحتياجات اليومية.
وأضافت المتحدثة في تصريح لـLe360، أن ما يثير الاستغراب هو حصول بعض السكان على تراخيص وعدادات الماء واستفادتهم من هذه المادة الحيوية، مقابل عدم استفادة آخرين بجوارهم، ما يطرح أكثر من علامة استفهام ويجعل من هذه القضية موضوعا جديرا بالاهتمام والعناية.
وأكدت زغمان أنه من غير المعقول أن يستفيد البعض دون الآخر من التزود بالماء الذي هو عماد الحياة وأساس العيش والاستقرار في أي مدينة أو منطقة كيفما كانت، مشيرة إلى أن السكان سبق وأن دقوا باب المجلس الجماعي لأكادير الذي يترأسه، رئيس الحكومة عزيز أخنوش، دون أن يجد لهم حلا، فقط مجرد وعود منذ ولايتهم الانتخابية.
بدوره أوضح محمد أهنيش، أن ما يزيد عن 140 منزلا بأحياء سفوح الجبال غير مزودين بالماء الصالح للشرب، ما يجعل المنطقة تعيش أزمة عطش حقيقية تزداد حدتها مع حلول فصل الصيف، منبها إلى خطورة الوضع وضرورة تدخل مختلف الجهات المعنية من أجل تزويد هذه الأحياء بالماء الشروب.
وأعرب ابراهيم أركراك، أحد السكان المعمِّرين طويلا بحي « إمونسيس » بأكادير، عن حسرته وأسفه عن افتقاد بعض الأحياء للماء الصالح للشرب داخل المجال الحضري للمدينة، مؤكدا أن السكان باتوا في صراع مع الزمن، صراع من أجل الحصول على لقمة العيش وضمان مستقبل زاهر لأبنائهم وصراع من أجل الحصول على الماء الصالح للشرب للبقاء في الحياة والاستمرار في العيش في عاصمة سوس.
وطالب المتحدث في تصريح لـLe360 بتدخل عاجل لوالي جهة سوس ماسة بعدما سئم السكان من طرق باب المجلس الجماعي، لإيجاد حل للأسر المتضررة، خاصة وأن الأحياء عرفت تهيئة واسعة وتأهيلا كبيرا لأول مرة في إطار برنامج التنمية الحضرية لأكادير 2020-2024 الموقع أمام الملك، وفي سياق استعدادات المنطقة لاحتضان مباريات كأس إفريقيا للأمم التي تنطلق فعالياتها نهاية الأسبوع القادم.
وفي محاولة لنقل وجهة نظر المجلس الجماعي، أجرى مراسل Le360 اتصالات متكررة بنواب الرئيس المعنيين بالملف في محاولة لاستيضاح مجهوداتهم في هذا الصدد، إلا أن هواتفهم ظلت ترن دون إجابة، مما يفتح الباب أمام تساؤلات الساكنة حول مدى تهرب المجلس من مسؤولياته تجاه هذا المطلب الملح.
