وأفاد سكان محليون أن مجهولين يقومون بأعمال الحفر السري للتنقيب عن كنوز يعتقدون أنها مطمورة في أماكن مختلفة بتراب المنطقة، مما أثار استياء وهلع السكان الذين يتوجسون من خطورة هذه الأنشطة على سلامتهم وأمنهم.
وفقًا لشهادة السكان، فإنهم يتفاجؤون كل يوم بحفرة جديدة هنا وهناك في مختلف المواقع، ومن بين المواقع التي تعرضت للحفر خلال الليلة الماضية: مسجد أيت واضيل القديم بدوار إدعتمان، والملك المسمى إيزركان بين دواري أيت حماد وتاوريرت، ومعصرة قديمة وسط دوار أيت حماد.
وأوضح بعض السكان في اتصالات هاتفية مع Le360 أنهم تفاجأوا ليلة الاثنين الثلاثاء باستهداف أفراد العصابة للمسجد القديم لإيموزكاون، الذي يتواجد بجوار دوار إيميش التابع للدوار الكبير بوزرو، ويعتقدون أن مضرمي النار ليسوا سوى أفراد العصابة المنقبة عن الكنوز، وذلك لوجود موقع للحفر داخل المسجد.
وقال الناجم أعشوش، أحد سكان المنطقة، إن الأهالي سارعوا، بعدما أخمدوا النيران، إلى إخطار السلطات المحلية، عن طريق « مقدم » فرقة إداوخلف الذي عاين الواقعة وأبلغ قائد قيادة سميمو وخليفته بجماعة إمي نتليت، كما عاين عون السلطة أيضا تواجد شخصين غريبين عن المنطقة بغابة تتواجد بمحيط المسجد الذي يتعرض للنبش بشكل متواصل للبحث عن الكنز المفترض.
وأضاف الناجم في اتصال مع le360 أن السلطات المحلية لم تتدخل للقيام بالمتعين، بل فوضت للأهالي « إيقاف » هؤلاء الغرباء ثم تسليمهم لرجال الدرك، وهو ما استغربه المتحدث بلسان أهل القرية مؤكدا أن « الإيقاف ليس من اختصاص المواطنين العزل ».
وليست هذه أول مرة تستهدف فيها عصابات التنقيب عن الكنوز هذه المنطقة، فقد اعتاد السكان على العثور بين الفينة والأخرى على الكثير من الحفر في أرجاء المنطقة الأثرية، يحدثها ليلا أفراد شبكات متخصصة في التنقيب عن الكنوز، حيث تنتشر شائعة وجود « كنز كبير » يعود إلى عهد المرابطين.
وفي ظل « تجاهل » السلطات المحلية للاستغاثات المتكررة من طرف السكان الذين يعيشون في هذه الدواوير، عبر السكان المتضررون عن شعورهم بالخوف والقلق على حياتهم وحياة أبنائهم، حيث يرون الغرباء يتجولون في أرجاء المنطقة بلا رقابة ويقومون بحفر مواقع بشكل مستمر. وأكدوا أن حياتهم أصبحت معاناة يومية مع هذه العصابات الخطيرة التي تخرب الموقع الأثري يوما بعد آخر.
وناشد السكان المتضررون السلطات المختصة من أجل التدخل لفتح تحقيق شامل للكشف عن الأشخاص الواقفين وراء عمليات الحفر هذه والمسببين في اشتعال النار داخل المسجد، وذلك لإنهاء هذه الأعمال الإجرامية وتقديم المتورطين إلى العدالة.