على بُعد أقل من أسبوعين من حلول شهر رمضان الفضيل، مازالت بعض وكالات الأسفار تسابق الزمن لحل أزمة تذاكر الطيران التي وقعوا فيها، وذلك بعدما تخلفت شركات الطيران على تأمين الرحلات الإضافية التي اعتادت على تأمينها في كل موسم، وفق ما استقيناه من مهنيين بالقطاع.
الطلب يفوق العرض بكثير
عرفت وكالات الأسفار بمختلف ربوع المملكة هذه السنة، إقبالا متزايدا على عروض عمرة رمضان رغم ارتفاع تكاليفها، خصوصا بعد رفع القيود الذي فرضتها المملكة العربية السعودية على مدى 3 سنوات تقريبا بسبب جائحة كورونا إلى جانب شرط السن للمرأة وضرورة مرافقتها لأحد محارمها.
وفي وقت كانت فيه وكالات الأسفار تأمل في أن يكون موسم العمرة الحالي انطلاقة جديدة للقطاع الذي تأثر بشدة نتيجة فيروس كورونا ومخلفاته، ظهرت تحديات جديدة في الساحة وباتوا يسابقون الزمن لمواجهتها، أبرزها ضعف العرض وتزايد الطلب.
إقرأ أيضا : بالفيديو: بعد رفع القيود.. إقبال كبير على عمرة رمضان ووكالات أسفار تشكو نقص عدد الرحلات
وبهذا الخصوص، قال محمد السملالي، رئيس الفيدرالية الوطنية لوكالات الأسفار بالمغرب، إن حصة أو «كوطة» الرحلات التي تمت برمجتها من قبل الخطوط الملكية المغربية هذه السنة هي نفسها، ورغم إضافتها رحلتين أو 3 رحلات إلا أنها لم تكن كافية مقارنة بالطلب المتزايد.
وأوضح بأن الوضع لازال كما هو عليه ومشكل نقص الرحلات مازال مستمرا، «لا توجد مقاعد كافية للعمرة ولا رحلات إضافية سواء عند لارام أو الخطوط الجوية السعودية»، مشيرا إلى أن «الوضع من قبل كان أبسط وأكثر مرونة بحيث كانت هناك حصص ورحلات إضافية في مناطق مختلفة من المملكة».
وتابع المتحدث «المشكل الرئيسي اليوم أنه لا يوجد عرض كافي، الرحلات قليلة والمقاعد التي يمكن أن نعثر عليها في باقي الشركات تكون إما تواريخها لا تتوافق مع طلبات العملاء، أو باهظة الثمن».
وتابع رئيس الفيدرالية الوطنية لوكالات الأسفار بالمغرب، قائلا: «إذا ما عاينا أسعار تذاكر الطيران الفردية في الرحلات المتوجهة إلى السعودية عبر مواقع شركات الطيران سنجد أنها في المتوسط تبلغ 20 ألف درهم أو أكثر».
من جانبه، قال خالد بنعزوز، رئيس الجمعية الجهوية لوكالات الأسفار بجهة الدار البيضاء-سطات، إن «الطلب على عمرة هذا العام كان كبيرا مقابل ضعف عروض شركات الطيران».
وأوضح بنعزوز، في تصريح لـLe360، بأن «شركات الطيران كانت قبل فترة كوفيد-19 تبرمج دائما رحلات إضافية، إلا أنها هذه السنة، التي تعتبر فترة تعافي القطاعات التي تضررت جراء الجائحة، لم تتمكن من تأمين هذه الخطوط الإضافية التي كنا نعول عليها، لكونها هي الأخرى لم تتعافى بعد من مخلفات الوباء وتداعياته».
وبخصوص المشكل الذي وقعت فيه بعض الوكالات، قال بنعزوز «لا علم لنا بهذا المشكل ولم نتوصل بأي شيء، لأنه عادة ما تقوم الوكالة بحجز تذاكر الطيران والفنادق قبل البيع وليس العكس».
رفض المعتمرين استرجاع أموالهم
بعدما تعذر عليهم تأمين مقاعد في الرحلات المخصصة لعمرة رمضان، قررت مجموعة من وكالات الأسفار إرجاع التكاليف المدفوعة لأصحابها رغم الخسارة، إلا أنهم تفاجؤوا برفض عدد من المواطنين تسلم الأموال، مطالبين بإيجاد حل آخر لتمكينهم من تأدية مناسك العمرة هذه السنة.
وارتباطا بالموضوع، قال الحسين، وهو مسؤول المبيعات بإحدى وكالات الأسفار إنهم كانوا يعولون على الرحلات الإضافية التي اعتادت شركات الطيران على تأمينها، والتي تم إلغاؤها هذه السنة بشكل مفاجئ، ما وضعهم في موقف محرج مع زبنائهم.
وأوضح المتحدث بأنهم بعدما استحال عليهم توفير تذاكر طيران إضافية، قاموا بإشعار زبنائهم بالوضع، إلا أن عددا منهم رفضوا استرجاع أموالهم، مصممين على الذهاب إلى العمرة، «فيما قبل البعض الآخر اعتذارنا عن هذا الوضع الخارج عن إرادتنا و تسلموا أموالهم».
غرامات مالية
ولسد هذا الخصاص، لجأت مجموعة من وكالات الأسفار إلى شراء تذاكر فردية عبر مواقع شركات الطيران مثل الخطوط التركية، لتتفاجأ أمس الجمعة بإبلاغ من الشركة المعنية بتأدية مبلغ مالي قدره 300 دولار أي حوالي 3000 درهم إضافية مقابل كل تذكرة طيران تم شراؤها للمعتمرين.
وقال أحد المتضررين إنهم توصلوا بمذكرة من الشركة بأن كل مجموعة للعمرة تجاوزت 9 مقاعد ستكون مجبرة على زيادة 50 دولار أي 500 درهم في كل تذكرة، وهي الزيادة التي وافقوا عليها لكنهم تفاجئوا بعد شراء التذاكر بزيادة أخرى قدرها 3000 درهم في كل تذكرة، الشيء الذي استنكره مهنيو القطاع.
ووفق ما استقيناه من مصادرنا، فإن شركات الطيران تعرض تذاكرها للبيع بأثمنة مختلفة بالنسبة لمسافر عادي (فردي) أو وكالة أسفار (مجموعة).