ضمن هذا السياق حاورت قناة M24 التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء الطبيب رشيد ساير (حاصل على شهادة عليا من جامعة مونبوليي بفرنسا / دبلوم رعاية صحية متقدمة من جامعة مونتريال في كندا)، من أجل معرفة طبيعة ونوعية هذه النزلات البردية الخاصة تحديدا بالفصل الحالي، والفروق الموجودة بينها وبين فيروس كورونا، والسبل الكفيلة بالوقاية منها.
السؤال الأول: هل فعلا النزلات البردية لهذه السنة مختلفة وصعبة؟
الجواب: هذا الأمر صحيح .. فالانخفاض الكبير المسجل في درجات الحرارة خلال فصل الشتاء ترتبت عنه حالات كثيرة من النزلات البردية.
وعن طبيعتها، فإن هناك نزلات بردية عادية (الزكام) غير مصاحبة لارتفاع درجات حرارة الجسم مع وجود بعض الألم في الحلق وقليل من السعال .. هذه الحالات لا تفوق مدة الإصابة بها ثلاثة إلى أربعة أيام.
في المقابل هناك حالات أخرى تكون صعبة إلى حد ما لأنها تكون مصاحبة بحرارة مفرطة، علاوة على وجود آلام في المفاصل والعضلات، والغثيان، ثم الإسهال في بعض الحالات.
هذه الأخيرة غالبا ما تكون لها علاقة بالأنفونزا أو فيروس كورونا.
السؤال الثاني: ما هي تحديدا الفروق الموجودة بين الأنفلونزا وفيروس كورونا؟
الجواب: الأنفلونزا هي مرض فيروسي يصيب جسم الإنسان، ومدته قصيرة ( 2 إلى 4 أيام)، ويكون مصحوبا بحرارة وسعال جاف، علاوة على ألم في المفاصل والعضلات، ثم الإسهال في بعض الأحيان.
أما بالنسبة لكورونا فيتطلب الأمر يومين إلى أسبوعين كي يظهر المرض، حيث تكون الأعراض أكثر حدة (حرارة مفرطة، صداع وألم في الرأس، سعال جاف، فقدان الذوق والشم في بعض الأحيان).
إذن هناك تقارب في الأعراض، لكن الفرق يكون غالبا في حدتها.
السؤال الثالث: يقال عادة (الوقاية خير من العلاج)، هل هناك سبل للوقاية من هذه النزلات البردية الموسمية؟
الجواب: هناك إمكانية الوقاية.. أمراض الجهاز التنفسي التي غالبا ما تنتشر خلال هذه الفترة من السنة تصيب الأشخاص الذين لديهم هشاشة صحية (شيوخ، أطفال، مصابون بأمراض مزمنة)، لذلك فإن الوقاية شيء ضروري للحفاظ على صحتهم.
أول خطوة في هذا الاتجاه هو اللقاح لتفادي مشاكل صحية. فحتى إذا أصيب من تلقى اللقاح بنزلات بردية تكون إصابته خفيفة وغير صعبة.
أما بالنسبة لفيروس كورونا، فإن لقاحه متوفر مع الحرص على تطعيمه بالثاني والثالث والرابع، خاصة بالنسبة للذين لديهم هشاشة صحية.
الوقاية العادية تقتضي إجراءات معينة خاصة في الفضاءات المغلقة (وضع الكمامة، الابتعاد ما أمكن عن المصابين بنزلات بردية تحقيقا للتباعد، غسل وتنظيف اليدين بالصابون أو المعقم).