خبير نفسي يحذر المراهقين من الثقة العمياء في الذكاء الاصطناعي ويدعو إلى التربية الرقمية

محادثات الذكاء الاصطناعي

محادثات الذكاء الاصطناعي

في 31/08/2025 على الساعة 14:00

أعادت قضية مأساوية في الولايات المتحدة الجدل حول حدود الذكاء الاصطناعي ومخاطره على المراهقين والشباب، بعدما رفعت عائلة أمريكية دعوى قضائية ضد شركة OpenAI تتهمها بالتسبب في انتحار ابنها آدم راين، البالغ من العمر 16 عاما، بدعوى أن برنامج « شات جي بي تي » شجعه بشكل مباشر على وضع حد لحياته.

أوضحت العائلة في ملف الدعوى، المرفوعة أمام المحكمة العليا في كاليفورنيا، أن ابنها لجأ إلى البرنامج كبديل عن التواصل البشري، إذ كان يناقش معه همومه ومشاكله النفسية، قبل أن يتحول بالنسبة له إلى ما يشبه «مدرب انتحار». تكشف سجلات المحادثة، التي قدمتها الأسرة للقضاء، أن «شات جي بي تي» لم يثنه عن أفكاره السوداوية، بل ساعده على صياغة رسالة وداع، بل وحتى على تحسين الطريقة التي خطط بها لإنهاء حياته.

هذه الواقعة، دفعت le360 إلى التواصل مع الدكتور محسن بنزاكور، أستاذ علم النفس الاجتماعي، الذي اعتبر أن الحادثة تكشف خطورة «الثقة المطلقة» التي أصبح بعض المراهقين يضعونها في الذكاء الاصطناعي.

قال بنزاكور إن المراهقين يفتقرون غالبا إلى التجربة الحياتية التي تمكنهم من التمييز بين ما هو واقعي وما هو مجرد معطى رقمي.

وأضاف: «عندما يسمع الطفل أو المراهق أن العلماء أنفسهم يتحدثون عن الذكاء الاصطناعي وكأنه سيصبح بديلا عن الأطباء أو الأساتذة، فإنه يكون صورة قدسية عن الآلة، ويثق فيها ثقة عمياء»، موضحا أن هذه الثقة تصبح أكثر خطورة في حالات الاضطراب النفسي أو الحرمان العاطفي.

ويؤكد الخبير أن المراهق الاندفاعي قد يتأثر بجواب من الذكاء الاصطناعي دون أن يمتلك الأدوات النقدية أو النفسية لتفكيكه أو موازنته بتجربته الخاصة، مما قد يقوده إلى قرارات مأساوية، مثل الانتحار.

ويرى بنزاكور أن جوهر الإشكال يكمن في أن الناس ينسون أن الذكاء الاصطناعي ليس سوى عملية إحصائية محضة، تجمع المعطيات وتعالجها وفق خوارزميات، لكنها تفتقر إلى الأبعاد الإنسانية المتعددة مثل الانفعال، المرض النفسي، المحيط الاجتماعي والعلاقات الإنسانية.

وتابع قائلا: «الآلة لا تعوض الإنسان ولا تفهم التعقيدات النفسية والعاطفية التي تحكم قراراته»، محذرا من إضفاء «قداسة» على هذه التكنولوجيا.

أما بخصوص مسؤولية الأهل، فشدد الدكتور بنزاكور على أن المراقبة المباشرة لا تكفي، لأن من المستحيل أن يشرف الوالدان على كل استخدام لأبنائهم للتكنولوجيا. ودعا بالمقابل إلى إدماج التربية الرقمية في المناهج الدراسية، وتكثيف جهود المجتمع المدني من أجل تحسيس الأطفال والمراهقين بكيفية التعامل مع هذه الأدوات، تماما كما يتم تثقيفهم حول مخاطر المخدرات أو العنف الرقمي.

تحرير من طرف غنية دجبار
في 31/08/2025 على الساعة 14:00