وكانت السلطات السعودية قد أعلنت في وقت سابق وصول أكثر من مليون ونصف المليون حاج من مختلف دول العالم.
وعلى صعيد مِنَى، سيقضي ضيوف الرحمن يوم التروية، وذلك اقتداءً بسنة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) الذي ارتوى (تزود) بالمياه قبل أداء الحج.
وفي يوم التروية، سيقضي الحجاج وقتهم في الدعاء والذكر والتأمل، وترديد تلبية الحج: « لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك ».
كما يُصلّون في مِنَى الصلوات الخمس قصراً بدون جَمع، ويبيتون هناك قبل التوجه إلى صعيد عرفة بعد طلوع شمس يوم التاسع من ذي الحجة.
مشعر « مِنَى »
ويقع مشعر « مِنَى » بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بُعد 7 كلم شمال شرق المسجد الحرام.
وهو عبارة عن وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكن إلا في فترة الحج.
ويقول المؤرخون إن تسمية مشعر « مِنَى » مشتقة من الفعل « أَمنَى » بمعنى أراق الدماء؛ وذلك لكثرة ما يراق فيه من دماء الهدي. ولمشعر « مِنَى » مكانة دينية خاصة عند المسلمين.
ففي هذا المكان، رمى نبي الله إبراهيم عليه السلام إبليس بالجمار، وذبح فدي سيدنا إسماعيل عليه السلام.
ثم أكد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) هذا الفعل في حجة الوداع؛ حيث رمى جمرة العقبة أو الجمرة الكبرى صبيحة يوم العاشر من ذي الحجة، وذبح الهدي بعد رمي الجمرات، وحلق شعره في اليوم ذاته، ومن بعده استنَّ المسلمون بسنته يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون.
أيضاً، يشتهر مشعر « مِنَى » بمعالم مهمة في الحج، منها الشواخص الثلاث التي يرمى فيها الحجاج الجمرات، والتي تتمثل في جمرة العقبة في اليوم العاشر من ذي الحجة، وجمرات أيام التشريق الثلاثة في أيام 11 و12 و13 من ذي الحجة.
كما يحتضن هذا المشعر مسجد « الخيف »، الذي ألقى فيه النبي المصطفى خطبة حجة الوداع.
كذلك، شهد مشعر « مِنَى » أحداثاً تاريخية في الإسلام منها بيعتا العقبة الأولى والثانية عامي 12 و13 من الهجرة، والتي بايع فيهما مجموعةٌ من الأنصار النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) على نصرته.
في حين يعود الحجاج إلى مِنى صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة (بعد وقوفهم على صعيد عرفات الطاهر، يوم التاسع من شهر ذي الحجة)، ويقضون في مِنى أيام التشريق الثلاثة لرمي الجمرات.