وأوردت يومية «الصباح»، في عددها لنهاية الأسبوع الجاري، أن عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية ألقت القبض على المشتبه فيها بمنزلها بحي «مونفلوري»، لتقتادها إلى ولاية الأمن قصد تعميق البحث معها حول ما إذا غضت الطرف عن ابتزاز زعيم الشبكة لمستعملي ملاعب القرب بأحياء المقاطعة، لأنها مكلفة بالقطاع الرياضي، بعدما ذكر اسمها على ألسنة موقوفين الأسبوع الماضي.
وأضافت اليومية أن صداقة المستشارة الموقوفة بزعيم الشبكة، المحال على استئنافية الرباط، جرت عليها الويلات لتجد نفسها مساءلة حول علمها بابتزاز مستعملي الملاعب وتجار وباعة جائلين بأحياء المقاطعة، وظروف تشكيل جمعية للتجار مكلفة بتدبير قيسارية مخصصة لبيع الملابس، أحدثت ضمن مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
ولم تستبعد مصادر اليومية ذاتها احتمال امتداد الأبحاث لمنتخبين آخرين غضوا الطرف عن و نشاط هذه الشبكة أو تواطؤوا مع أفرادها السبعة ومنهم ثلاثة متشددين يحملون أفكارا متطرفة، وسبقت إدانة أحدهم في قضية إرهاب عقب أحداث وتفجيرات البيضاء، مشيرة إلى وجود شكاية لرئيس سابق لجمعية تدير سوق الملابس.
ويتزعم الشبكة المفككة، صباح الأربعاء 15 فبراير الجاري، تقول اليومية، تاجر معروف للملابس الجاهزة مدان سابقا في قضايا إرهاب بعد اعتقاله وآخرين من عناصر السلفية الجهادية، عقب تفجيرات البيضاء في 2003، إذ قضى عقوبته قبل مغادرة السجن وحشد ذوي السوابق، سيما من حي العوينة، لابتزاز التجار وفرض «الزطاطة» عليهم.
واشتهر المتهم بعلاقته بالسلفية الجهادية ورموزها بالمدينة، قبل أن يتحول لتاجر معروف وزعيم شبكة ابتزاز، على غرار شقيقين آخرين يحملان بدورهما أفكارا متطرفة أوقفا بدورهما واتهما بمشاركته في تجنيد ذوي السوابق لترهيب التجار والمهنيين والباعة الجائلين وابتزازهم تحت التهديد بتعنيفهم، في حال رفضهم أداء مبالغ مالية يومية.
ولم يكن هؤلاء وحدهم الموقوفين من قبل عناصر الفرقة الوطنية التي داهمت أكثر من ثلاثة منازل بمواقع مختلفة بالمقاطعة، بشكل متزامن وفق خطة دقيقة نفذت بتنسيق مع عناصر القوة الخاصة التابعة لـ«ديستي»، بل شمل الاعتقال أيضا أربعة أشخاص لأغلبهم سوابق جندوا من قبلهم للقيام بعمليات ابتزاز تحت مسمى «الفيء». ولبعض المشتبه فيهم علاقة بسياسيين ما فتئوا يستعينون بهم في الحملات الانتخابية دروعا حامية للمناصرين، أو في تهديد وترهيب منافسين، ما يطرح علامات استفهام حول إغفال نشاط الشبكة التي أراح إيقاف أفرادها سكانا وتجارا انشرحوا لذلك ولم يخفوا فرحهم بتخليصهم من الابتزاز اليومي الذي كلفهم مالهم وسلامتهم.
وكانت عناصر الفرق الأمنية المتدخلة قد وضعت أقنعة على وجوهها، على غرار أفراد «بسيج»، أثناء مداهمة المنازل التي أحيطت بحراسة أمنية مشددة تلافيا لأي طارئ، في عمليات مكنت من حجز مجموعة من الأسلحة البيضاء كبيرة الحجم ومختلفة الشكل، ودراجة نارية اتضح بعد تفحص وثائق ملكيتها من قبل عناصر الأمن أنها مزيفة، وضبطت بحوزة الموقوفين السبعة مبالغ يرجح استخلاصهم إياها من عمليات الابتزاز، إلى جانب طوابع إدارية اتضح أنها مزيفة وعقود ووثائق مشكوك في صحتها وقانونيتها، إضافة إلى إيصالات تخص حوالات مالية بمبالغ مختلفة، ما يفسر احتمال تورط بعضهم في قضايا للنصب والاحتيال أو تمويل جهة معينة.