فحين تتوسط الشمس كبد السماء، يدب سكون غير مألوف في أوصال مدينة معروفة بصخبها وحركيتها طيلة اليوم، ويجافي من ثمة، ما دأبت واعتادت عليه، بحسب ما عاينه فريق من وكالة المغرب العربي للأنباء.
سحنة المراكشي تقاوم لهيب الشمس، من المؤكد، لكنها ما تلبث تستسلم للهيبها الحارق الذي تجاوز 40 درجة مئوية، اليوم الأربعاء، حيث يقبل على شرب الماء حد الارتواء، بينما يتلذذ آخر بتناول المرطبات أو سلطة فواكه موسمية منعشة، في حين ينزوي آخر غير بعيد ويختلي بنفسه وهو يمن يها بنسيم عليل، وأخرى تحص نت بمراهم تقي بشرتها أشعة شمس حارقة، والكل يبحث عن ملاذ يقيه حرها.
حتى بعضهم جعل من ارتفاع درجات الحرارة موضوعا للتفكه تلقفه المراكشي كطرفة، وغصت به مواقع التواصل الاجتماعي، على غرار فيسبوك، وتويتر، وإنستغرام، ولم يكن قط سببا للتأفف والتندر من قبله بحسبه، كما يتم في مدن ومناطق أخرى، والتي ما إن ترتفع فيها الحرارة بدرجة أو درجتين، حتى لا يكاد يقو ساكنوها على الأمر، على النقيض من المراكشي المتعايش مع الحر.
وقال ياسين، وهو شاب ثلاثيني، بخصوص تعامله مع موجة الحر هذه، إن « الأمر عادي جدا، لأننا ألفناه، على النقيض من أولئك الذين يتأففون من الحر ».
وتابع، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، « نلزم مساكننا ولا نخرج إلا للضرورة، وخلال العمل يتوجب تفادي أشعة الشمس، أو البحث عن ظل ظليل »، مضيفا أنه في المساء تتلطف الأجواء، مما يجعل الوقت مواتيا للتجوال في الحدائق و« العرصات »، مع استهلاك كميات وفيرة من الماء على امتداد اليوم.
كما سجل ياسين الحاجة إلى اعتمار القبعة الشمسية، وأخذ حمام بارد، مع استعمال مراوح، سواء عصرية أو تقليدية. وقال عبد الرحمان بائع الملابس التقليدية بسوق البهجة، من جهته، إن « موجات الحر هذه أصبحت سن ة السنوات الأخيرة، كما أننا تعودنا عليها »، مشيرا إلى أنه يدفع لهيبها بـ »قيلولة بعد أداء صلاة الظهر، حينما تقل الحركة ويعم السكون في أرجاء السوق، خصوصا عندما تمنعنا الحرارة السبات ليلا ».
وكشف في تصريح مماثل، أن إعداد كأس شاي وفق ما تقتضيه اللمة يساعد على الصمود أمام امتحان القيظ العسر، مشيرا إلى أن الأنشطة التجارية يشوبها ضرب من « كساد » بسبب هذا الطقس الحار.
ففي هذا الفصل من السنة، ينتظر المراكشيون المساء حين تتلطف الأجواء للتبضع أو التجول، والتنزه على طول محج محمد السادس وغيره من الفضاءات، التي تعود لحركتها المعتادة عند المغيب.
أما مراكشيون آخرون، أو أولئك الذين قادتهم تصاريف العمل إلى التواجد والعيش بالمدينة الحمراء، فقد آثروا الاستعاضة عنها بجبال أوريكة، وتحناوت، والعيون المحاذية لهما، لينتعشوا بجو لطيف، ينأون به عن حرارة مراكش المفرطة.
وبحسب المتخصصين يتعين أمام الارتفاع الملحوظ لدرجات الحرارة، على الخصوص، إرساء مكيفات الهواء، مع عقلنة وترشيد استعمالها، وكذا الحرص على شرب الماء بكميات كافية، لتلافي جفاف الجسم.