تقع حديقة «باب لامر» في موقع استراتيجي يربط بين فاس العتيقة وفاس الجديدة، بمحاذاة الأسوار التاريخية وعلى مقربة من ساحة العلويين والملاح، مما يجعلها جزءا من فضاء غني بالمعاني العمرانية والتراثية، إذ تستمد الحديقة اسمها من الباب التاريخي الذي بناه المرينيون عام 1276 كمدخل غربي للمدينة، ما يمنحها مكانة رمزية مميزة كونها امتدادا لواجهة تاريخية لعبت دورا محوريا عبر قرون كمركز حيوي للتجارة والثقافة.
وقد ارتكزت تهيئة الحديقة على احترام الطابع التاريخي للموقع، مع الحفاظ على انسجامها مع العمارة الدفاعية المحيطة، ودمج ممرات المشاة ومساحات خضراء مزروعة بنباتات محلية تعتمد أنظمة ري مستدامة، لتكون متنفسا طبيعيا يعيد الحيوية، ويوفر فضاء عموميا يرحب بالفعاليات الثقافية والترفيهية دون المساس بهوية المكان.
وفي تصريح لـle360، أكد فؤاد السرغيني، المهندس المعماري ومدير وكالة التنمية ورد الاعتبار لمدينة فاس، أن حديقة «باب لامر» تعد من الحدائق المميزة في المدينة نظرا لموقعها الاستراتيجي بمقربة القصر الملكي العامر، مشيرا إلى أنها كانت موجودة منذ زمن بعيد قبل أن تخضع لعملية ترميم وإعادة تهيئة تراعي قيمتها التاريخية والعمرانية.
وأوضح أن الحديقة تمتد على مساحة خمس هكتارات، وتضم ممرات للمشاة، فضاءات خضراء، تجهيزات مائية متعددة المستويات منها ضاية مائية بنافورة عالية، إضافة إلى إنارة عمومية وكاميرات مراقبة.
افتتاح حديقة باب لامر بفاس. le360
وأوضح السرغيني أن المشروع، الذي كلف 34 مليون درهم، جاء في إطار الاتفاقية التي وقعت أمام جلالة الملك سنة 2020، واستغرق إنجازه خمس سنوات تحت إشراف فريق متكامل من المهندسين المدنيين والمتخصصين في تدوير المياه والمساحات الخضراء، إلى جانب الشركات والعمال المختصين في تهيئة الحدائق، مشيرا إلى أن الحديقة أصبحت اليوم فضاء مفتوحا في الهواء الطلق.
وبفضل أشغال التهيئة المكثفة، أضحت حديقة «باب لامر» فضاء حضريا مفتوحا يشكل متنفسا جديدا لساكنة مدينة فاس، وإضافة نوعية لمساحات المدينة الخضراء، قادرة على استضافة فعاليات ثقافية وفنية وترفيهية تعيد الحيوية والأجواء المميزة التي كانت تعرفها ساحة بوجلود قبل تراجع دورها بفعل برامج التهيئة المتكررة.











