وقال عدد من السكان، في تصريحات متفرقة لـLe360، إن هذا الفضاء الجديد، الذي يضم عددا من الملاعب والتجهيزات الرياضية وألعاب أطفال ومناطق خضراء ونافورات وأشجار مختلفة ومرافق صحية وتجارية، يعد مكسبا جديدا للمنطقة بعد إعادة تأهيل مجموعة من الحدائق على غرار للا مريم وابن زيدون.
ونوه المتحدثون بالتطور الذي تعرفه البنيات التحتية بالمدينة، خاصة في ما يتعلق بالمساحات الخضراء التي كانت شبه منعدمة، مشيرا إلى أن منتزه الانبعاث متنفس متكامل لمختلف الأسر والعائلات سواء القاطنة بالمدينة أو بالجماعات الترابية المجاورة فضلا عن السياح من الجالية المغربية المقيمة بالخارج أو الأجانب.
ودعا الزوار إلى الحفاظ على هذا المنتزه، الذي تم تشييده في إطار تنفيذ برنامج التنمية الحضرية لأكادير 2020-2024 الموقع أمام الملك في الرابع من فبراير 2020 بساحة الأمل، داعين المجلس الجماعي إلى حسن تدبير هذا المرفق وتزويده بكاميرات مراقبة لتفادي إتلاف تجهيزاته وللحفاظ على جماليته ونظافته بشكل دائم.
المشروع يندرج ضمن المحور الرابع من المخطط التنموي المذكور والذي يهدف إلى المحافظة على المحيط البيئي وإنشاء وتأهيل الفضاءات الخضراء، ويتعلق الأمر بإحداث منتزه تيكوين (28 هكتار)، ومنتزه الانبعاث (20 هكتار)، وتأهيل وإعادة هيكلة منتزه ابن زيدون وحديقة أولهاو (15 هكتار)، بالإضافة إلى مجموعة من الحدائق والساحات العمومية وتجهيز فضاءات ترفيهية بالأحياء الآهلة بالسكان.
وأوضح مصدر مسؤول، في تصريح لـLe360، أن المشروع أشرفت عليه 6 شركات كل في مجال اختصاصها من أجل إنهائه في الوقت المناسب بتكلفة تبلغ 150 مليون درهم (15 مليار سنتيم)، مضيفا أن الجهات القائمة على المشروع أخذت بعين الاعتبار نوعية الأشجار والنباتات التي يمكن غرسها في المنتزه لتلائم بيئة المدينة وظروفها المناخية المتسمة بجو مشمس طيلة 300 يوم تقريبا سنويا، حيث تم في هذا السياق غرس أشجار مختلفة ضمنها النخيل الذي لا تتجاوز نسبته 5 في المئة، بغية توفير ظل كافٍ لمرتادي المنتزه، كما تم تشييد مرآب فوق المنتزه لركن السيارات مع مراعاة جمالية المكان.
وأكد المصدر أن سقي المساحات الخضراء بالمنتزه يتم بالمياه المعالجة انخراطا في المجهودات المبذولة لترشيد استعمال الماء الذي أصبح هاجس خوف الجميع نتيجة شح الأمطار وتراجع حقينة السدود وندرة المياه الجوفية، وتنفيذا أيضا للتوجيهات الملكية السامية بهذا الخصوص ومختلف توصيات الوزارات المعنية، مشيرا إلى أن مختلف المشاريع الخضراء التي تدخل ضمن برنامج التنمية الحضرية لأكادير يتم سقيها بالمياه المعالجة.
وللولوج إلى المنتزه الذي يربط وسط المدينة بالمنطقة السياحية، يمكن الاستعانة بعدد من المداخل سواء بالنسبة للسيارات أو الراجلين منها ما هو متواجد بشارع الحسن الثاني ومنها ما هو متواجد بشارع محمد الخامس وشارع المقاومة، كما تم توفير ولوجيات لفائدة الأشخاص في وضعية إعاقة وملاعب قرب بعشب اصطناعي وملاعب لكرة السلة والطائرة ومسارات لمحبي رياضة المشي وغيرها من الرياضات الفردية والجماعية.
وعن الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياحية للمشروع، قال المسؤول إنه سيمكن من خلق فرص شغل وإعادة الحركة التجارية للدوران من جديد بوسط المدينة من خلال تشييد ما يناهز 40 محلا تجاريا بأنشطة متنوعة، أما على المستوى الاجتماعي فقد مكَّن السكان والزوار من متنفس أخضر تتوفر فيه كل معايير الراحة والترفيه وأماكن لألعاب الأطفال وللكبار والكرة الحديدية بالنسبة للأشخاص المتقدمين في السن بمن فيهم السياح الأجانب، بينما الجانب الثقافي يكمن في تموقعه الاستراتيجي حيث يقع بين المسرح الكبير لأكادير ومسرح الهواء الطلق والمكتبة الجديدة لأكادير.