وقال حسن الساخي، خال الرضيعة ياسمين أيت الطالب، إن نجاة ابنة أخته يعد « معجزة » إلهية حيث لقي والداها حتفهما وهي بين أحضانهما وبقيت لساعات تحت الأنقاض قبل أن يتم إنقاذها من طرف الساكنة المحلية ويتم الاحتفاظ بها إلى أن وصلت عائلتها من الدار البيضاء ومناطق أخرى مجاورة وتكفلت بها.
وأضاف المتحدث أن الحالة الصحية للرضيعة لم تكن مستقرة منذ الجمعة الماضي، حيث تبكي كثيرا ولا تستطيع الوقوف على رجليها وتعاني من ألم محتمل، وهو ما تفاعلت معه القوات المسلحة الملكية حيث تم ربط الاتصال بها، الجمعة 15 شتنبر 2023 وإشعارها بذلك، لتحل بعين المكان برفقة أطر طبية متمرسة وتمت معاينة وضعيتها قبل أن تُنقل على وجه السرعة نحو المستشفى العسكري بواسطة سيارة إسعاف تابعة للجيش ومنها نحو المركز الاستشفائي الإقليمي المختار السوسي بتارودانت، لتلقي باقي العلاجات اللازمة.
وأوضحت مصادر Le360 أن «ياسمين» بعد تشخيص حالتها تبين أنها مصابة بكسر وبرضوض على مستوى إحدى رجليها ما حتَّم على أطباء المستشفى المذكور وضعها تحت المراقبة الطبية حيث سترقد بجناح الأطفال هناك إلى أن تتماثل للشفاء وستتكلف الدولة بمصاريفها وكل ما يتعلق بها، مشيرة إلى أنها تتلقى كل العناية اللازمة.
وعن قصة نجاتها، أكد الساخي أن الرضيعة كانت برفقة والديها بمنزلهم الكائن بدوار أيت ايحيا قبل أن تهتز بهم الأرض وتهوي بهم غرفة الطابق الأول من أعلى نحو الأسفل ما أسفر عن مصرع والديها واحتمائها هي بجسدهما إلى أن سمع الجيران الناجون من الزلزال صرخاتها وهي تحت الأنقاض ليتم إنقاذها وانتشال جثتي الضحيتين وسط حزن عميق في صفوف الساكنة.
وغير بعيد عن دوار أيت ايحيا الذي دُمّر عن آخره، يتوجد دوار أيت سوال بجماعة أوناين بإقليم تارودانت، والذي تعرض هو كذلك لدمار كبير بعد الزلزال، حيث لقيت أسر مصرعها وأصيب آخرون بجروح متفاوتة الخطورة، كما هو الشأن بالنسبة لرب أسرة فقَد على إثر الهزة الأرضية زوجته وابنته البالغة من العمر حوالي 7 سنوات.
وأوضح محمد الكدمي، أنه بينما كان يهم بالنوم رفقة أسرته داخل منزله المشيد من التراب تفاجأ بصوت مرعب وانهيار كامل للبيت ما أدى إلى وفاة زوجته وابنته التي كانت ستتابع دراستها بمستوى الثالث ابتدائي في ما أصيب هو وابنه الآخر بجروح متفاوتة الخطورة، واصفا ما حدث بـ«غير المسبوق والقدرة الإلهية التي أطاحت بكل شيء واختفت معها دواوير عدة».