وهكذا، قبل آذان صلاة العشاء وبعد الإفطار مباشرة، بدأ المصلون، كبارا وصغارا من نساء ورجال، بالتوجه نحو المساجد بغية الحصول على مكان لهم بين الأفواج الغفيرة التي تقصد بيوت الله لإحياء هذه الليلة المباركة.
فالبيضاويون، كباقي المغاربة في كل جهات المغرب، يولون اهتماما خاصا لهذه الليلة، التي أنزل فيها القرآن الكريم، ويحرصون على إحيائها والتعبد فيها، للفوز بثوابها والغنم بجائزتها.
وعادات البيضاويين بهذه المناسبة لا تختلف عن نظيرتها في مختلف جهات المملكة، إذ يجتهد المغاربة في جعلها ليلة تكرس فقط للذكر والعبادة وتلاوة القرآن الكريم وقيام الليل.
وسيرا على نهج الآباء والأجداد من قبلهم، تحرص الأجيال الحالية على إيلاء أهمية بالغة لهذه العادات والتقاليد المرتبطة بإحياء هذه الليلة، حيث تمتلئ جنبات المساجد بالشباب والأطفال الذين يقاومون التعب ومشقات السهر ويحرصون على إحياء هذه الليلة إلى جانب آبائهم.
وفي ظل هذه الأجواء الروحانية المفعمة بالإيمان والتقرب من الباري عز وجل يقضي المصلون بمختلف المساجد ليلتهم في خشوع لله تعالى والصلاة والتعبد وتلاوة القرآن ومناجاة ودعاء ربهم حتى مطلع الفجر.
وبهذه المناسبة، اعتبر عدد من البيضاويين في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الليلة تحتل مكانة عظيمة عند المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها طبقا لما جاء في الكتاب والسنة وما يكون فيها من بركات.
وأكدوا أن المغاربة، بشكل عام، يولون قدسية خاصة لهذه الليلة المباركة وشهر رمضان بشكل عام حيث يتوجهون إلى الحق سبحانه طامعين في مغفرته ورحمته، مبرزين القيمة العظيمة والجليلة لهذه الليلة المباركة، حيث يقصد الكبار والصغار من رجال ونساء بيوت الله، كلهم أمل في التقرب إلى الله عز وجل.
وتشد أفواج المصلين الرحال إلى مختلف مساجد العاصمة الاقتصادية خاصة مسجد الحسن الثاني لتوفره على قدرة استيعابية كبيرة، حيث دأب المسجد على استقبال حشود المصلين من داخل المدينة وخارجها، وذلك بالنظر لمكانة المسجد الذي يشهد بمناسبة الشهر الفضيل ترتيبات استثنائية لضمان الظروف التي تساهم في إقامة أجواء روحانية لكل المترددين على المعلمة الحسنية الفريدة.