المرصد الوطني لحقوق الطفل بالمغرب يستعرض إنجازات عام من الدعم النفسي للأطفال المتضررين من الكوارث

المرصد الوطني لحقوق الطفل بالمغرب. YOUNES CHAHYD

في 14/10/2024 على الساعة 16:20

فيديواتخذ المرصد الوطني لحقوق الطفل في المغرب خطوات مهمة لتحسين الرعاية النفسية للأطفال، وجعل هذا المجال جزءا أساسيا من اهتماماته طوال العام، وذلك تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا مريم. بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية (10 أكتوبر)، يحتفل المرصد الوطني لحقوق الطفل بمرور سنة حافلة بالإنجازات، متطلعا إلى المستقبل بعزم، بالتعاون مع شركائه، لبناء غد أكثر أمانا واستقرارا لكل طفل مغربي.

إدراكا منه لأهمية الصحة النفسية في النمو المتكامل للطفل، بادر المرصد إلى إنشاء آليات وبرامج مبتكرة تستجيب بسرعة وفعالية لأزمات الأطفال النفسية، خصوصا في حالات الطوارئ والكوارث.

أحد أبرز إنجازات المرصد هو إطلاق الآلية الوطنية للتكفل النفسي بالصدمات النفسية لدى الأطفال، التي تمثل خطوة رائدة في تقديم دعم سريع ومُنظم للأطفال المتضررين من الكوارث الطبيعية والبشرية. تتألف هذه الآلية من ثلاثة محاور رئيسية:

1. جهاز وطني للاستجابة الاستعجالية في حالات الطوارئ النفسية.

2. تعزيز قدرات المهنيين العاملين مع الأطفال في مجال الصحة النفسية.

3. الوقاية من المشاكل النفسية لدى الأطفال.

استجابة فورية لزلزال الحوز

من خلال هذه الآلية، تمكن المرصد، منذ الأسابيع الأولى التي تلت زلزال الحوز، من تقديم خدمات نفسية عاجلة، بالتعاون مع الاتحاد الوطني لنساء المغرب، لأكثر من 125 طفلا وأمهاتهم ممن تضرروا من زلزال الحوز، في مناطق تاليوين وورززات وأزيلال.

هذه الاستجابة الفعالة عكست الجاهزية العالية التي حققتها الآلية، والتي أسهمت بشكل كبير في دعم الأطفال وتخفيف معاناتهم النفسية.

شراكات استراتيجية لتعزيز العمل الجماعي

ولضمان استدامة التدخلات وتحقيق جودة عالية في الرعاية النفسية، وقع المرصد الوطني لحقوق الطفل عدة شراكات مع جهات حكومية وغير حكومية، من بينها المجلس الأعلى للسلطة القضائية ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية، فضلا عن جمعيات مهنية متخصصة.

هذه الشراكات ساهمت في بناء إطار مؤسسي متين يُعزز من قدرة المرصد على تقديم رعاية نفسية مستدامة للأطفال في مختلف مناطق المغرب.

تعزيز الوعي وتكوين الأطر

في إطار ورشات تشاورية نظّمها المرصد في يناير الماضي، اجتمع 270 متخصصاً في الصحة النفسية لبحث العوائق التي تواجه تقديم الرعاية النفسية المثلى للأطفال. ونتج عن هذه الورشات توصيات عملية تُؤسس لتحسين جودة الرعاية النفسية.

واستجابة لهذه التوصيات، قام المرصد بتكوين أكثر من 875 إطارا من مختلف القطاعات بين أبريل وسبتمبر 2024، من بينهم 105 مهنيين متخصصين في التعامل مع الصدمات النفسية لدى الأطفال.

وبرز تطوع 77 من هؤلاء المهنيين للعمل ضمن الآلية الوطنية، ما عزز القدرة على تلبية احتياجات الأطفال الأكثر ضعفاً.

مشاركة برلمان الطفل

لم يقتصر عمل المرصد على المتخصصين فحسب، بل شمل أيضا برلمان الطفل، حيث تم تحسيس 398 طفلا من أعضائه حول أهمية الصحة النفسية، ودورهم في نشر الوعي والدفاع عن حقوق الطفل في هذا المجال.

هذا البرنامج يُعزز من دور الأطفال كمدافعين عن حقوق أقرانهم، ويضعهم في صلب الجهود الوطنية لتحسين الصحة النفسية.

الابتكار في خدمة الأطفال

في خطوة مبتكرة، أطلق المرصد النسخة الأولى من مسابقة البرمجة « e-Tofoula » التي جمعت طلاباً ومهنيين في مجال الصحة النفسية، بهدف ابتكار حلول رقمية لمساعدة الأطفال.

أسفرت هذه المسابقة عن تطوير 12 تطبيقا مبتكرا، خمسة منها حاليا في طور التطوير، مما يعزز من الأدوات الرقمية المتاحة لرعاية الأطفال المعرضين للخطر.

النسخة الأولى من « أسبوع الصحة النفسية ».

حرصا على تعزيز نهج وقائي، أطلق المرصد الوطني لحقوق الطفل أول « أسبوع للصحة النفسية » في مايو 2024، مسلطًا الضوء على فئتين مستهدفتين: الأمهات الحديثات والتلاميذ.

بفضل شراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، تم إنتاج سلسلة من الفيديوهات التعليمية بتقنية الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد، بعنوان « مدرسة الأمهات »، وتم بثها لأكثر من 3000 أم شابة عبر 250 دارًا للأمهات، للتوعية بأهمية الارتباط بين الأم والطفل والصحة النفسية للأم.

بالإضافة إلى ذلك، تم نشر برنامج مخصص للقلق المدرسي في 3300 مؤسسة تعليمية في جميع أنحاء المملكة، لتزويد المعلمين والتلاميذ بأدوات عملية للوقاية من القلق وإدارته في الوسط المدرسي، وذلك بفضل شراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.

ملتقى علمي للعمل المشترك

بمناسبة اليوم الوطني للطفل، في 25 ماي 2024، نظم المرصد الوطني لحقوق الطفل ملتقى علمي رفيع المستوى، جمع خبراء وطنيين ودوليين حول موضوع « الصحة النفسية: حق لكل طفل ».

وقد شكل هذا الحدث فرصةً مهمة لتقييم الإنجازات المحرزة وإطلاق شراكات جديدة لتعزيز الرعاية والتكفل بالأطفال.

مستقبل مليء بالتحديات والإنجازات

بعد سنة حافلة بالنجاحات، يتطلع المرصد الوطني لحقوق الطفل إلى المستقبل بعزم على مواصلة جهوده بالتعاون مع شركائه، لبناء مجتمع أكثر أماناً واستقراراً لأطفال المغرب.

تحرير من طرف حفيظ الصادق
في 14/10/2024 على الساعة 16:20