وجهت النائبة البرلمانية سلوى البردعي، عن المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، سؤالا كتابيا إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، دعت فيه إلى تدخل عاجل لاحتواء المرض وحماية القطيع.
وأوضحت البردعي في نص سؤالها أن جماعة ستي فاطمة بإقليم الحوز تشهد حاليا تفشي مرض حيواني مُعدٍ، ما أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من الأغنام والماعز، وهو ما يشكل تهديدا مباشرا لمصدر عيش الساكنة المحلية التي تعتمد بشكل أساسي على تربية المواشي.
وحذرت البرلمانية من احتمال توسع رقعة المرض ليشمل دواوير ومناطق أخرى داخل الإقليم، داعية الوزارة إلى اتخاذ إجراءات استباقية لمحاصرة انتشاره.
مناشدات برلمانية سابقة
هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها دق ناقوس الخطر بشأن الوضع الصحي للماشية في إقليم الحوز، حيث سبق أن وجهت النائبة البرلمانية نادية تهامي، عن فريق التقدم والاشتراكية، سؤالا مماثلا إلى وزير الفلاحة.
وأشارت تهامي إلى أن دوار « آيت مرگن » بجماعة ستي فاطمة، شهد ظهور مرض « غامض » تسبب في نفوق أعداد من رؤوس الأغنام والماعز.
وذكرت أن الأعراض التي لوحظت على المواشي تشمل ظهور أورام بيضاء أو حمراء في الكبد والرئة، ما أثار مخاوف الفلاحين الذين تكبدوا خسائر مادية كبيرة.
ودعت النائبة الوزارة إلى توفير الأدوية اللازمة للماشية المصابة، واتخاذ إجراءات عاجلة للحد من انتشار المرض، مع إيلاء هذا الملف أولوية قصوى، خاصة أن تربية المواشي تعد المصدر الأساسي للدخل في هذه المناطق القروية.
تدخلات ميدانية لاحتواء الأزمة
في خضم هذه المعطيات، زار وفد من المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية ومكتب السلامة الصحية « أونسا » المنطقة المتضررة، حيث عقد لقاءات مع المربين وأجرى تشخيصا بيطريا ميدانيا للحالات المصابة.
ووفق ما أكده Le360 في مقال سابق، فمباشرة بعد تداول خبر نفوق عدد من الأغنام والماعز بالمنطقة، انتقل وفد مكون من ممثلين عن المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية ومكتب «أونسا» للمنطقة المذكورة في زيارة ميدانية للمربين المعنيين. وأكد لنا أحد أعضاء الوفد قائلا: «إن التشخيص الذي قام به الأطباء البيطريون يستبعد فرضية وجود مرض معد».
إقرأ أيضا : حقيقة نفوق أغنام في منطقة الحوز
وأكد المتحدث أن التدخل شمل تقديم لقاحات مجانية للقطعان المشتبه في إصابتها، إلى جانب علاجات بالمضادات الحيوية وحقن ضد السموم المعوية.
كما نظمت السلطات يوما تحسيسيا لفائدة المربين لتعريفهم بطرق الوقاية وتدابير حماية قطعانهم، خاصة في ظل انتشار الشائعات والمخاوف المرتبطة بالمرض.
هل تنجح التدخلات في احتواء الأزمة؟
رغم التحركات الميدانية والتطمينات التي قدمتها الجهات المختصة، لا تزال مخاوف المربين قائمة، خصوصا مع المطالب البرلمانية المتكررة باتخاذ إجراءات أكثر صرامة وشمولية.
كما أن محدودية الموارد المتاحة وتعقيد إجراءات التدخل قد تزيد من تفاقم الوضع، خاصة إذا لم يتم التعامل بجدية مع إمكانية توسع المرض ليشمل مناطق أخرى.
ويُنتظر من وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية إصدار توضيحات رسمية حول حقيقة انتشار المرض، وحول الإجراءات الوقائية التي سيتم اتخاذها، لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلا، خاصة أن الفلاحين يعتبرون تربية الماشية الركيزة الأساسية لأمنهم الاقتصادي والاجتماعي.