عاشوراء.. من «لعب الدراري» إلى عمليات إجرامية

DR

في 28/07/2023 على الساعة 21:15, تحديث بتاريخ 28/07/2023 على الساعة 21:15

أقوال الصحفانزاحت استعمالات «القنبول» والشهب النارية عن السلوكات المرتبطة بـ«لعب الدراري» ضمن احتفالات عاشوراء، لتتحول إلى وسيلة لارتكاب شغب الملاعب وحرب الشوارع بين الفصائل الرياضية المتناحرة، والأخطر من هذا وذاك صارت سلاحا للتناحر بين عصابات السرقة وتجار المخدرات و«الفتوات» الذين يحاولون بسط سيطرتهم على الأحياء والدواوير.

وتابعت يومية «الصباح»، في عددها الصادر لنهاية الأسبوع الجاري، هذا الموضوع، مبرزة أن من بين المفرقعات الخطيرة التي أصبحت متداولة بشكل واسع بالشوارع المغربية، «صاروخ فيزي» الذي ما إن سقط في أيدي الجانحين باعتباره سهل المنال، حتى صار سلاحا فتاكا يستعين به المتناحرون في ما بينهم أثناء خوضهم حرب الشوارع، إما للدفاع عن النفس أو أثناء تنفيذ مخططات الهجوم على أفراد الإلترات الغريمة أو جرائم الاعتداء على الغير، في إطار تصفية الحسابات، وهي المعارك التي انتهت بإزهاق أرواح عدد من الأطفال والشباب في عمر الزهور، ذنبهم الوحيد أنهم ينتمون للفريق الغريم، أو كانوا حاضرين بالصدفة في ساحة «الاقتتال».

وأبرزت اليومية، في مقالها، أن حمى الاستعانة بالألعاب النارية الخطيرة، من بينها «صاروخ فيزي»، التي تستعمل من قبل عدد من المراهقين والقاصرين والمنحرفين، وما تتسبب فيه من مخاطر على صحة وسلامة مستعمليها وكذا المواطنين الذين يتم استهدافهم خطأ أو عن قصد، من قبل بعض المنحرفين، ترتفع كلما اقترب موعد الاحتفال بعاشوراء، إذ يتم إشعال النار في إطارات وعجلات السيارات غير الصالحة وسط الأحياء، ويتناوب الأطفال والشباب على القفز فوقها ويكررون العملية ذاتها إلى أن ينطفئ لهيب النار وفي أحيان أخرى تتحول إلى وسائل لاستهداف عناصر الشرطة لمنعها من القيام بواجبها المهني أثناء مطاردتها لأصحاب «الشعالة».

وأوضحت اليومية أنه من الأمور التي تكشف خطورة ترويح المفرقعات والشهب النارية المهربة التي يتم الإقبال عليها للاحتفاء بمناسبة عـاشـوراء تداول «صواريخ فيزي» التي تتجاوز مخاطرها إصابات جسدية إلى إزهاق أرواح الأشخاص الذين تصيبهم بعد أن أضحت سلاحاً لاستهداف الغير.

وبين الحوادث التي يمكن الاستعانة بها، مثالا لا حصرا، للاستدلال على مخاطر تداول المفرقعات دون حسيب أو رقيب، ما شهدته تطاحنات الفصائل الكروية من مواجهات بـ«المفرقعات النارية»، إذ سبق أن اهتزت مناطق متفرقة من البيضاء على وقع أعمال شغب قام بها عدد من المشجعين المحسوبين على فريقي الرجاء والوداد، انتهت بقتل مشجع ودادي بالبرنوصي لا علاقة له بالفصائل، إثر استهدافه بصاروخ «فيزي» من قبل ملثمين من الفريق الغريم أصابه في القلب ما نتج عنه جرح غائر سقط إثره وسط دمائه ليلفظ أنفاسه الأخيرة.

وتكرر الاعتداء بمنطقة الشلالات، ضواحي المحمدية، على وقع هجوم مسلح لإلترات مشجعين محسوبة على فريق رياضي لكرة القدم، على أفراد من جمهور فريق آخر كانوا في احتفال خاص بينهم، لينتهي السلوك بإزهاق روح بريئة واعتقال 16 جانحا تحولوا إلى جناة متابعين بتهم ثقيلة في الجنايات.

وتواصل سقوط ضحايا المفرقعات النارية المستعملة، بعدما اهتز حي مولاي رشيد بالبيضاء، في وقت سابق، على وقع جريمة قتل مشجع رجاوي يبلغ 19 سنة، بعد استهدافه بصاروخ «فيزي» من قبل جانحين يقطنون بسيدي عثمان، ينتمون إلى فصيل آخر يشجع الفريق نفسه بسبب خلافات مرتبطة بتوجهات الفصيلين الرجاويين.

وختمت اليومية مقالها بالإشارة إلى أن صواريخ «الفيزي» تحولت إلى شبح يطارد سكان البيضاء، باستهدافه أشخاصا لا علاقة لهم بخلافات الإلترات أو الحسابات الانتقامية لعصابات المخدرات أو الجانحين، وإنما أبرياء ذنبهم الوحيد وقوعهم ضمن الهدف الخطأ للجناة، إذ سبق أن فارق أحد الشعاب المعروفين بأخلاقهم الحسنة الحياة بمنطقة سيدي مومن، خلال مواجهة بين جانحين متناحرين، إذ أصيب في عينيه ولقي مصرعه في الحال، رغم عدم انتمائه إلى أن جهة متصارعة.


تحرير من طرف أحمد الشقوري
في 28/07/2023 على الساعة 21:15, تحديث بتاريخ 28/07/2023 على الساعة 21:15