كليات الطب: بعد اتفاق طلبة الصيدلة مع الوزارة.. طلبة الطب يُعلِنون عن خطواتهم القادمة

طلبة الطب والصيدلة يحتجّون بالدار البيضاء

في 24/09/2024 على الساعة 11:30, تحديث بتاريخ 24/09/2024 على الساعة 11:30

مازال طلبة شعبة الطب متشبثون بقرار مقاطعتهم الدروس والامتحانات، بعدما رفض عدد كبير منهم مقترح وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، المقدم بوساطة من مؤسسة وسيط المملكة، حيث قرر طلبة كلية الطب بالرباط تنظيم اعتصام يوم الأربعاء 25 شتنبر2024.

وبعد 5 أيام من اعتصام طلبة الطب والصيدلة بوجدة، أمام مقر الكلية، مساء الأربعاء 18 شتنبر 2024، لمدة 12 ساعة، سيعتصم طلبة الطب في الرباط ابتداء من الساعة السابعة مساء من يوم الأربعاء 25 شتنبر2024، وإلى غاية السابعة صباحا من يوم الخميس 26 شتنبر 2024 أمام مقر الكلية.

ويأتي هذا القرار في وقت أنهى فيه طلبة شعبة الصيدلة احتجاجاتهم بالتوقيع، مساء الأحد 22 شتنبر 2024، على محضر اتفاق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار لإنهاء الأزمة المستمرة بالنسبة لشعبة الطب.

انقسام الطلبة

أنهى طلبة الصيدلة إضرابهم بعد توقيع محضر اتفاق مع وزارة التعليم العالي والبحث والابتكار، يوم الأحد 22 شتنبر، بعد تدخل مؤسسة وسيط المملكة.

وجاء في بيان صحفي لطلبة الصيدلة: «نحن كممثلين لشعبة الصيدلة ضمن اللجنة الوطنية، نخبر كافة الطلبة أنه تم إبرام اتفاق يوم 22 شتنبر مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بعد تدخل مؤسسة وسيط المملكة». وأضاف: «في ما يتعلق بالامتحانات، وعدت الوزارة بفترة إعداد كافية، حيث برمجت دورة الفصل الأول، تليها فترة إعداد، ثم دورة الفصل الثاني».

وتم إدراج نقاط الاتفاق بين الطرفين في محضر من خمس صفحات، حصل Le360 على نسخ منه. ووعدت وزارة التعليم العالي بزيادة عدد المقاعد البيداغوجية، استجابة لشكاوى طلبة الصيدلة الذين استنكروا تضخم أعداد الطلبة الجدد التي تجاوزت المعايير الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية، فضلا عن عدم كفاية القدرات على استقبال التداريب.

وفي ما يخص التداريب، تلتزم الوزارة، التي يشرف عليها عبد اللطيف ميراوي، بالسماح لطلبة السنة الثانية بإكمال التداريب في مجال الرعاية والإسعافات الأولية، وإدماج تدريب لمدة أربعة أسابيع في الصيدليات لطلبة السنة الثالثة، لتمكينهم من تعزيز المعلومات المكتسبة.

كما أن وزارة التعليم العالي عبرت عن استعدادها للحوار مع طلبة السنة الرابعة «حول برمجة التدريب حسب خصوصية كل كلية والإبقاء على التدريب التمهيدي في السنة الرابعة». كما أن الوزارة «ملتزمة بإعادة برمجة التداريب من خلال أربع دورات تدريبية مدة كل منها شهر ونصف» لطلبة السنة الخامسة. وهي تداريب «ستندرج في التوصيف البيداغوجي اعتبارا من بداية الدخول الجامعي 2024-2025».

كما تعهدت الوزارة بـ«توقيع اتفاقيات مع المؤسسات الصيدلانية والمؤسسات الصحية الوطنية والدولية من أجل السماح لطلبة الصيدلة بإكمال تدريبهم فيها». وعد آخر من الإدارة: نشر المرسوم المتعلق بوضعية المتدربين الداخليين والخارجيين ووضعية المقيمين ودفتر التحملات البيداغوجية قبل يناير 2025.

يشار إلى أن فرص التدريب في الصيدليات أو مختبرات علم الأحياء أو مختبرات تصنيع الأدوية خلال السنة السادسة حسب اختيار الطالب ابتداء من السنة الجامعية 2024-2025 كانت من بين مطالب الطلبة.

ووردت مسألة التعويضات أيضا في المحضر الموقع. وأشارت الوثيقة إلى أن وسيط المملكة أوصي باعتماد التعويضات نفسه المقدمة لطلبة الطب، والتي تتراوح بين 1200 و2400 درهم، «مع الأخذ بعين الاعتبار واقع التداريب لطلبة الصيدلة».

وفي ما يتعلق بالدكتوراه، قررت الوزارة منح مدة أقصاها ثلاثة أشهر لتسجيل الأطروحة والمناقشة «دون تحديد عدد الحالات المدروسة في الجزء التحليلي من الأطروحة»، وأعلنت عن «إنشاء منصة رقمية مخصصة لتدبير موضوعات الأطروحات» على مستوى كليتي الطب والصيدلة اعتبارا من بداية العام الدراسي 2024-2025.

طلبة الطب مستمرون في المقاطعة

في تصريح هاتفي لـLe360، أكد مصدر في اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة أنهم مستمرون في مقاطعة الدروس والامتحانات، لأن وزارة التعليم العالي لم تستجب بعد بشكل إيجابي لمطلبهم الرئيسي وهو الحفاظ على السنة السابعة.

وأضاف قائلا: «نطالب برفع العقوبات التأديبية، سيما الأصفار الممنوحة للطلبة الذين قاطعوا الامتحانات، من خلال نشر النقط الرسمية من قبل الإدارة، وكذلك إعادة تفعيل المكاتب الطلابية التي تم حلها».

من الاحتجاج إلى الاعتصام

بعد سلسلة من الاحتجاجات بمختلف مدن المملكة، قرر طلبة الطب التصعيد في وجه وزارة ميراوي بتنظيم ما وصفوه بـ«الاعتصامات الإنذارية التي انطلقت من مدينة وجدة، ثم الرباط في انتظار باقي المدن.

واعتصم طلبة الطب والصيدلة بوجدة، أمام مقر الكلية، مساء الأربعاء 18 شتنبر 2024، لمدة 12 ساعة، وذلك احتجاجا على ما اعتبروه «الآذان الصماء لوزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي».

وردد الطلبة شعارات احتجاجية على الوضع الذي آل إليه ملفهم، بعد 10 أشهر من تفجر الأزمة، على إثر «الإصلاح البيداغوجي» الذي أعلنت عنه الوزارة الوصية، إذ فشلت جميع المحاولات في تقريب وجهات النظر بين الطلبة والوزارة، وآخرها وساطة مؤسسة وسيط المملكة.

واعتبر بلال رُوبي، ممثل طلبة الطب والصيدلة بوجدة، في تصريح لـ، أن «الطلبة ما انفكوا يطالبون بحوار جاد ومسؤول»، معتبرا أن «مسؤولي الوزارة يتهربون من الحوار»، ومؤكدا على أن «الرسالة من هذا الاعتصام، الذي انطلق في الساعة السادسة مساء، ليُرفع في السابعة صباحا من الخميس 19 شتنبر، هي أن الطلبة سيبقون في الشارع إذا تم طردهم نحو الشارع»، في إشارة منه إلى المستجد الذي فرضته الوزارة بخصوص الاستفادة من الأحياء الجامعية، والمتمثل بالخصوص في إلزامية العودة لمقاعد الدراسة من أجل الحصول على شهادة التسجيل مسلمة من طرف عمادة كلية الطب والصيدلة، والتي تُخوّل للطالب الاستفادة من السكن الجامعي».

وشدد المتحدث ذاته، على أن «الطلبة مستعدون لاعتصام مفتوح، أو لمعركة الأمعاء الفارغة، إذا تم الإصرار على هذا الإجراء الذي يهدد استفادة الطلبة من الإيواء، مما قد يؤثر سلبا على مسارهم الدراسي»، موجها الدعوة مجددا إلى «وزير القطاع لفتح باب الحوار، في أفق الخروج من هذه الأزمة المستفحلة، والتي أضحت ترخي بظلالها على السير العادي لكليات الطب والصيدلة بالمملكة».


تحرير من طرف عبير العمراني
في 24/09/2024 على الساعة 11:30, تحديث بتاريخ 24/09/2024 على الساعة 11:30