الواقعة التي هزت الرأي العام الوطني، بدأت يوم 24 يونيو، حين اختار بوعبيد الاعتصام في مكان مرتفع فوق خزان المياه، مطالباً بفتح تحقيق في ملابسات وفاة والده التي تعود إلى سنة 2019، رغم تأكيد النيابة العامة أنه لم يسبق له تقديم أي شكاية رسمية بهذا الخصوص.
وذكر بلاغ للوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف ببني ملال، أن المعني بالأمر عَرََّضَ عنصر الوقاية المدنية للاعتداء بالضرب باستعمال قطعة حديدية، وقام باحتجازه وتجريده من ملابسه وتكبيله بواسطة حبل والرمي به من أعلى الخزان حيث تم اعتراضه بواسطة كيس هوائي ممتص للصدمات، ليتم نقله إلى إحدى المصحات حيث نتج عن ذلك إصابته بعدة كسور بأنحاء متفرقة من جسده ولازال يخضع للرعاية الطبية.
وعقب هذا الحدث، يضيف المصدر ذاته، وفي محاولة للتدخل من طرف عناصر متخصصة تابعة لمصالح الدرك الملكي من أجل إنزال المعني بالأمر من فوق سطح خزان المياه بالنظر لما يشكله ذلك من خطر على نفسه وعلى الغير، إلاّ أنه أبدى مقاومة قوية، حيث بدأ يرشق عناصر التدخل بقطع حديدية أصاب أحدهم على إثرها بجرح غائر على مستوى وجهه.
وبعد اقتراب عناصر التدخل من سطح الخزان والذين كانوا على متن رافعات هيدروليكية، رمى المعني بالأمر بنفسه من أعلى السطح وبقي معلقا بالحبل الذي كان يَلُفُّهُ حول رقبته بعد أن قام بربطه بالسلم الحديدي ليقوم أحد عناصر التدخل بقطع الحبل، وتم اعتراضه بواسطة كيس هوائي ممتص للصدمات تم وضعه لإنقاده، ليتم بعد ذلك نقله إلى المستشفى حيث تم الاحتفاظ به بمصلحة العناية المركزة لتلقي الإسعافات الطبية الضرورية إلى أن وافته المنية يوم 15/07/2025.
وأوضح الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف ببني ملال، أن النيابة العامة أمرت بإجراء تشريح طبي دقيق لجثة الهالك من قبل لجنة طبية ثلاثية، خلصت نتائجه إلى أن الوفاة ناتجة عن تمزق النخاع الشوكي على مستوى العنق وكذا تمزق الشريان السباتي وتمزق للعضلات المقابلة له مع كسر لعظم الحلق نتيجة عملية الشنق بالحبل الذي لَفَّهُ المعني بالأمر على رقبته.
وأشار البلاغ، إلى أن المعني بالأمر وعلى خلاف ما يروج من كونه قرر الاعتصام فوق سطح خزان المياه بعد ما انتابته شكوك في وفاة والده الذي توفي سنة 2019، فإن المعني بالأمر لم يسبق له أن تقدم بأي شكاية بهذا الخصوص.
وبدأت فصول القضية يوم 24 يونيو، حين قرر بوعبيد، الملقب بـ«فلسطين»، الدخول في اعتصام مفتوح من أعلى خزان مياه بجماعة أولاد يوسف بإقليم بني ملال، احتجاجا على ما وصفه بـ«الغموض الذي يلف وفاة والده، الجندي المتقاعد»، مطالبا بفتح تحقيق نزيه في ظروف الوفاة.
وبعد 18 يوماً من الاعتصام، أقدم بوعبيد، فجر السبت 12 يوليوز 2025، على إلقاء نفسه من أعلى الخزان، بعد اعتدائه على أحد عناصر الوقاية المدنية الذي حاول الوصول إليه لتقديم الإسعافات، بقضيب معدني، ثم دفعه من أعلى الخزان، مما أسفر عن إصابته بكسور خطِرة استدعت تدخلاً جراحياً عاجلاً، وفق ما أكدته مصادر طبية.
الواقعة استنفرت العناصر الأمنية بالمنطقة، حيث حاولت عناصر الدرك الملكي محاصرته وإنقاذه، غير أنه واصل المقاومة العنيفة، مستعملاً أدوات حادة وملقياً الحجارة في محيط الخزان.
وبعد ساعات من التوتر، أقدم على القفز من الأعلى، واضعا حبلا حول عنقه، في مشهد أثار صدمة الحاضرين، ليتم نقله على وجه السرعة إلى المستشفى الجهوي ببني ملال، حيث وُضع تحت العناية المركزة، إثر إصابته بكسور حادة على مستوى الساق والكتف، في وقت فتحت مصالح الدرك الملكي بحثاً قضائياً تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لكشف ظروف وملابسات الوقائع.



