وقالت سعاد مبارك، إحدى السكان المتضررين من الزلزال بدوار مسونة الواقع بجماعة تافنكولت بإقليم تارودانت، إن قضاء أيام رمضان داخل الخيام مغاير تماما لرمضان في السنوات الماضية بحكم أن الأجواء اختلفت كثيرا وحتمت على الأسر تغيير عدد من الأولويات والضروريات والاكتفاء بما هو أهم، فضلا عن صعوبة العيش والتأقلم بهذه الخيام المعرضة للبرد في أيام الشتاء والحرارة في فصل الصيف.
وأضافت المتحدثة، في تصريح لـLe360، أن الأسر المتضررة تحاول ما أمكن التأقلم مع هذا الوضع رغم صعوبته، إذ تستيقظ باكرا لتناول وجبة السحور وأداء صلاة الفجر ثم بعدها تنطلق رحلة البحث عن القوت اليومي من خلال رعي الغنم رغم قلته نتيجة نفوقه أثناء وقوع الهزة الأرضية، في ما تختار أسر أخرى استخراج الأركان أو جلب الحطب لطهي الأكل أو للتدفئة.
وأشارت مبارك إلى أن وجبة الفطور تتضمن أكلات بسيطة بساطة عيش السكان من قبيل « الحريرة » و« البغرير » و« المسمن » والخبز و« البيتزا » والحلويات كل حسب استطاعته وإمكانياته المادية، وبعدها تؤدى صلوات العشاء والتروايح بمسجد تم تشييده بعد وقوع الكارثة، مؤكدة أن أهم ما تركه الزلزال الأخير هو ذلك التضامن والتآزر بين مختلف مكونات المجتمع بهذه الدواوير حيث تحاول الأسر في ما بينها توفير أبسط ظروف العيش من مأكل وملبس ومشرب وأغطية وغيرها.
ووصف عبد الكبير بلقاس، الفاعل الجمعوي بدوار مسونة بجماعة تافنكولت الأجواء الرمضانية بـ« المأساة » نظرا لتواجد الأسر بالخيام المعرضة للبرد والشمس في الآن ذاته، إذ يصعب النوم بداخلها ليلا ونهارا، في الليل تكون باردة جدا وفي النهار تكون فيها الحرارة جد مرتفعة ما يجعل أمر التأقلم بداخلها صعب المنال، محاولا المقارنة بين رمضان في السنة الماضية أي ما قبل الزلزال وما بعده، حيث كان الناس يقطنون بمنازلهم آمنين مطمئنين في حين الآن تغير كل شيء وانقلبت الحياة عقبا على رأس لأول مرة في تاريخ المنطقة، يقول المتحدث.
وأكد بلقاس، في تصريح لـLe360، أن قطعان الماشية المورد الرئيس للعيش بالمنطقة أتى عليه الزلزال بالكامل إذ سجل نفوق ما يزيد عن 600 رأس ما كبد الساكنة خسائر مادية فادحة وجعل شهر رمضان يفقد خصوصيته التي كانت حتى وقت قريب، منبها إلى ضرورة الاهتمام بالمتضررين في هذه الظروف الصعبة والتي تسلتزم تحمل الجميع لمسؤوليته، على حد قوله.
في المقابل، ولتخفيف صعوبة الظروف بالمنطقة، قامت مؤسسة فاعل خير بتشييد منازل مركبة بالدوار حيث استفادت من المشروع نحو 20 أسرة ووفرت لها جميع الحاجيات من مرافق صحية وطاقة شمسية وألعاب أطفال وأفرنة جماعية وغيرها والتي كان لها وقع ايجابي على الجميع وجعلت المأساة التي خلفها الزلزال تقل مقارنة مع ما كانت عليه مباشرة بعد وقوع الهزة الأرضية.