يقع مركز رعاية الطيور الجريحة في بير الأحمر وسط غطاء طبيعي كثيف في قلب غابة المعمورة بضواحي العاصمة الرباط. ويتكوّن من منتزه وعدة أقفاص كبيرة مخصصة للطيران ومكان مخصص للعلاج.
وُلد هذا المشروع سنة 2021 في إطار شراكة بين الوكالة الوطنية للمياه والغابات (ANEF) والجمعية المغربية لحماية الطيور الجريحة (AMPR)، التي يرأسها كريم روسلو.
بموجب هذه الشراكة، تتكفل الوكالة بجمع الطيور الجريحة المصابة أو المريضة من مختلف مناطق المملكة عبر شبكتها، في حين تتولى الجمعية إيواء هذه الطيور ورعايتها وتأهيلها، وتوفير العلاجات الضرورية لها قبل إطلاقها مجددًا في الطبيعة بعد شفائها. ويوضح كريم روسلو: « مهمتنا هي الحفاظ على هذه الأنواع ومنع انقراضها المحتمل من خلال علاجها وتشجيع تكاثرها ».
من بين الطيور الجريحة التي يُعالجها المركز حاليا بعد تعرضها لإصابات أو أمراض في بيئتها الطبيعية: نسر أسمر، وبومة مغربية، وحدأة سوداء، وعقاب الثعبان الأوروبي (صقر جان لو بلان)، ونسر إيبيري ينتمي إلى فصيلة محمية قادمة من إسبانيا، وقد تم العثور عليه مصابا على مستوى الجناح في منطقة أكادير.
وقد سمحت الحلقة الإلكترونية المزودة بنظام تحديد المواقع GPS، والتي كانت مثبتة على ساق هذا النسر، للسلطات الإسبانية بتتبعه وتحديد موقعه، ثم التواصل مع نظرائهم المغاربة. وبمجرد شفائه، سيتم إطلاقه مجددا. وخلال زيارتنا للمركز، تم بالفعل إطلاق بومة مغربية كانت قد أُودعت بالمركز لمدة ثلاثة أسابيع.
ويؤكد محمد بوعمامة، رئيس وحدة الحيوانات البرية داخل الوكالة الوطنية للمياه والغابات، أن هذا « المستشفى » يستقبل سنويا ما بين 30 و50 طائرا جريحا.
ويضيف: « نُوجّه نداء لجميع المواطنين: إذا صادفتم طائرا مصابا، الرجاء الاتصال بأقرب فرع للوكالة لنتمكن من تقديم الرعاية له ».




