«فِرار من جحيم الدوّار» وانتحار في يوم الامتحان.. قِصّة مؤلمة لتلميذة البكالوريا الراحلة بآسفي

سيارة إسعاف

في 11/06/2024 على الساعة 15:26

بعد الحادثة المؤلمة التي توفيت على إثرها التلميذة صفاء حبوب، صباح يوم الاثنين 10 يونيو 2024، والتي كانت تتابع دراستها، قيد حياتها، بمستوى الثانية بكالوريا، خرجت المديرية الإقليمية، التابعة للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، الثلاثاء 11 يونيو، بمجموعة من التوضيحات,

وأفادت المديرية، عبر بلاغ صحفي لها، توصل Le360 بنسخة منه، بأن «التلميذة صفاء حبوب هي مترشحة قيد حياتها في شعبة الآداب والعلوم الإنسانية –مسلك العلوم الإنسانية–، شرعت في اجتياز امتحانات البكالوريا دورة يونيو 2024، بمركز الامتحان بالثانوية الإعدادية مولاي يوسف بالجماعة الترابية آسفي، وهي تلميذة كانت متمدرسة قيد حياتها بالثانوية التأهيلية ابن خلدون، ومستفيدة من القسم الداخلي بالمؤسسة نفسها».

وأضاف المصدر ذاته أنه «في اليوم الأول لامتحانات البكالوريا، وبعد استقبال التلميذة في ظروف عادية كباقي زميلاتها وزملائها، والتأكد من هويتها، باشرت اجتياز مادة اللغة العربية ابتداء من الساعة الثامنة صباحا».

وتابع أنه «وفي إطار القيام بالمراقبة العادية لجميع قاعات الامتحان من طرف السيد رئيس المركز والسيدة الملاحظة، وعلى الساعة العاشرة وعشرين دقيقة، تم ضبط حيازة التلميذة لهاتف نقال داخل قاعة الامتحان، وتم تحرير تقرير الغش من طرف المراقبين وفق المساطر المعمول بها قانونيا وتنظيميا، كما هو الشأن بالنسبة لجميع الحالات التي تم ضبطها خلال الفترة الصباحية نفسها».

واختتمت المديرية الإقليمية بلاغها بالقول إنه «بعد تحرير تقارير الغش، وبعد انتهاء نصف المدة الزمنية المخصصة للامتحان، غادر جميع التلاميذ الذين ضبطوا في حالة غش مركز الامتحان في ظروف عادية، بمن فيهم التلميذة صفاء حبوب».

«فرار من حجيم الدوار»

ووفقا لما أفاد به مصدر مُطّلع، فإن الفتاة الراحلة كانت تعيش بدوّار الدحاحنة، التابع لجماعة الصعادلة، التي تبعد عن مدينة آسفي بحوالي 13 كلم، رفقة أبيها وزوجة أبيها وأخيها الصغير، وذلك بعد مرور فترة من وفاة والدتها.

وأضاف المصدر ذاته أن الراحلة كانت قد أسرّت لزميلاتها بأنها تعيش في «جحيم أسري، بسبب خلافات متكررة مع زوجة أبيها»، ما جعل التلميذة الراحلة تعتبر داخلية المؤسسة التي كانت تقطن بها بمثابة «ملجأ» يجعلها بعيدة عن توترات بيت الأسرة، وكانت تسعى للحصول على شهادة البكالوريا حتى تضمن عدم العودة إلى «دوّار الدحاحنة وجحيمه».

ورجّح مصدرنا «صِحّة» ما أسرّت به التلميذة لزميلاتها في الدراسة، «خاصة أن معالم صِدق روايتها قد اتضحت من خلال ما ظهر على التلميذة من ضغوطات، جعلتها ترمي بنفسها من أعلى جرف بكورنيش آسفي، مُنهية حياتها، وواضعة حدّا لآلامها».

آخر رسالة صوتية منسوبة لتلميذة آسفي

بعد زوال أمس الاثنين، توصلنا بنسخة من رسالة صوتية منسوبة لتلميذة آسفي، قيل إنها قد بعثتها إلى أفراد عائلتها، قبل دقائق قليلة من انتحارها.

وفي الرسالة الصوتية، التي قيل إن الفتاة قد بعثتها إلى أفراد عائلتها، والتي توصل Le360 بنسخة منها، تقول الراحلة: «سامحوني جميعا، وادعوا لي بالرحمة»، ثم تدخل في نوبة بكاء هستيري.

وتستدرك الفتاة، قائلة: «لقد طردوني من الامتحان، بسبب حالة غش، وأخبروني بأنني لن أتمكن من اجتياز امتحان أي مادة أخرى»، ثم اختتمت قائلة: «لن أبقَ على قيد الحياة».

تذكير

تجدر الإشارة إلى أن الفتاة الراحلة كانت قد أقدمت على الانتحار، يوم الاثنين 10 يونيو، بمدينة آسفي، وذلك تزامنا مع أول أيام إجرائها لامتحانات البكالوريا، برسم دورة يونيو 2024.

وحسب ما أفاد به مصدر مطلع فإن الفتاة أقدمت على إنهاء حياتها، عبر إلقاء نفسها من أعلى جرف أموني، بكورنيش آسفي، وذلك بعدما ضبطها مراقبوا الامتحانات في حالة غش.

وأضاف المصدر ذاته أن الفتاة خرجت في حالة هستيرية من قاعة الامتحان، ثم توجّهت صوب الكورنيش، الذي يبعد بأمتار قليلة عن مركز الامتحان، لتُلقي بنفسها من أعلى جرف أموني، ما أسفر عن وفاتها على الفور.

تحرير من طرف معاد مرفوق
في 11/06/2024 على الساعة 15:26