وبهذا الخصوص، قال محسن بنزاكور، أستاذ في علم الاجتماع، إن قراءة الطالع والتنبؤ موضوع أسطوري منذ قدم الإنسان، وتجلى في بعض المعطيات المشهورة عبر التاريخ الإنساني، من ضمنها ما عرف لدى المغاربة مثل الشوافة، وعند المصريين بقارئة الفنجان، أو الأبراج لدى الغرب.
وأضاف بنراكور، في اتصال هاتفي مع le360 ، أن قراءة الطالع ليست ظاهرة حديثة، لكن لديها مناسبات خاصة، مثل رغبة الإنسان اتخاذ قرار مصيري في حياته، حيث يظهر ضعفه أمام المجهول، فبدلا من اللجوء إلى دراسات علمية ووضع استراتيجية تخوله الوصول إلى أهدافه[HEA1] ، يلجأ إلى قراءة الطالع والبحث عن الخوارق، لدى الأشخاص الذين يمتهنون قراءة الطالع.
وكشف المتحدث أن الأشخاص الذين يمتهنون قراءة الطالع يقومون بدراسة مخاوف الناس ورغباتهم، ويربطونها بالقمر والحيوانات مثل الصيينين، ويمنحون مميزات لكل شخصية توائم رغباتها وتبعث فيه الطمأنينة التي تبحث عنها، مما يخلق لديه الإيمان بهذه الخرافة
وعن السر وراء الاهتمام الكبير بقراءة الطالع مع اقتراب رأس السنة، قال بنزاكور إن الإنسان لدى الإقبال على سنة جديدة يعتقد بأنها قد تحمل بعض الأشياء الغامضة، وكل ما يتعلق بالمجهول، لهذا يلجأ إلى أصحاب « الاختصاص »، الذين يوهمونه بالأشياء التي يرغب في سماعها.
وشدد بنزاكور على أن المتخصصين في قراءة الطالع يستغلون كل هذه الأمور لأنها مدرة للربح، فسابقا بالجرائد الورقية كانت الصفحات الأكثر مقروئية هي صفحات قراءة الأبراج، وحاليا أصبحت هناك قنوات ومواقع خاصة بهذه الأمور، تستغل الضعف والخوف الإنساني وتحولت إلى حرفة، يزداد الإقبال عليها مع رأس كل سنة، لأن الشخص يعتقد أن هذه هي وسيلة للتخطيط والاطمئنان، لكنها مجرد احتمالات تجارية صرفة.
وأكد أستاذ علم الاجتماع على أن اللجوء إلى قراءة الطالع ليست حكرا على فئة معينة من المجتمع، فهناك أشخاص رغم مكانتهم العلمية يلجؤون إلى هذه الأمور، وفي حال زيارة قصيرة إلى بيت إحدى الشوافات ستجد كل الطبقات الاجتماعية، فهناك النساء والرجال، الصغير والكبير، الأمي والمتعلم، لأن المسألة ليست مرتبطة بالوعي أو التعليم، بل هي مرتبطة بمدى تحكم الإنسان في عواطفه ومشاعره ومخاوفه.