دراسة : شباب اليوم أقل سعادة من الأمس.. والسبب قد يفاجئك

مؤشر السعادة

مؤشر السعادة

في 01/05/2025 على الساعة 22:04

في الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة التقدم التكنولوجي وتنتشر وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، كان من المتوقع أن يعيش الشباب عصرا ذهبيا من الراحة النفسية والازدهار. غير أن الواقع يبدو مغايرا تماما، وفق ما كشفته دراسة عالمية حديثة أجرتها جامعتا « هارفرد » و« بايلور« ، شملت أكثر من 200 ألف مشارك من 20 دولة مختلفة.

أظهرت الدراسة، التي سلطت الضوء على الفئة العمرية بين 18 و29 عاما، أن جيل الشباب يعاني من تراجع لافت في مؤشرات السعادة والصحة النفسية، مقارنة بما كان عليه الحال قبل سنوات. وتبين أن نسب القلق والاكتئاب في تصاعد، في مقابل انخفاض ملحوظ في التفاعل الاجتماعي والمشاركة المجتمعية.

وحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، فإن هذه النتائج أثارت صدمة في الأوساط الأكاديمية والاجتماعية، خاصة وأنها تتزامن مع فترة يزدهر فيها الذكاء الاصطناعي وتسهل فيها الكثير من جوانب الحياة اليومية.

من بين المؤشرات اللافتة في الدراسة أن شباب الولايات المتحدة يعانون من ضعف في الصحة النفسية، حتى مقارنة بالمراهقين، وهو ما أكدته بيانات صادرة عن كلية التعليم في جامعة « هارفرد » لعام 2023. وقد وصفت الفجوة بين مستويات الرفاهية لدى الشباب وكبار السن في الولايات المتحدة بأنها الأكبر بين الدول المشمولة.

في المقابل، رسمت الدراسة صورا متباينة حول العالم. ففي بولندا وتنزانيا، على سبيل المثال، لوحظ تراجع في مؤشرات الازدهار مع التقدم في العمر، بينما أظهرت دول أخرى مثل اليابان وكينيا نمطا تقليديا حيث ترتفع معدلات الرفاهية خلال مرحلتي الشباب والشيخوخة.

ويرى الباحثون أن العوامل المؤثرة في هذا التراجع متعددة، من أبرزها العزلة الاجتماعية، والإفراط في استخدام الهواتف الذكية، وتنامي الضغوط المجتمعية المرتبطة بفكرة « الكمال الشخصي ».

كما تؤكد لوري سانتوس، أستاذة علم النفس بجامعة « ييل »، أن « العلاقات الاجتماعية تظل عنصرا جوهريا في صناعة السعادة، بينما تقلص الوقت الذي يقضيه الشباب مع أصدقائهم بشكل كبير خلال العقد الأخير ».

ومن جهته، دعا تايلر فاندروايل، مدير برنامج الازدهار البشري بجامعة « هارفرد » والباحث الرئيسي في الدراسة، إلى مراجعة جادة لسياسات دعم الشباب، متسائلا: « هل نستثمر بما يكفي في رفاهيتهم؟ ».

أما الباحثة إميليانا سيمون-توماس، مديرة العلوم في مركز « العلوم للخير الأعظم » بجامعة كاليفورنيا، فاختتمت بملاحظة لافتة: « لا يمكننا أن نبني سعادة شخصية خلف أسوار منعزلة... رفاهيتنا مرتبطة ارتباطا وثيقا برفاهية الآخرين ».

تحرير من طرف نسرين الناجي
في 01/05/2025 على الساعة 22:04