حوار - لطيفة الشريف: السرطان ليس قدرا محتوما بل معركة يمكن كسبها

لطيفة الشريف، النائبة البرلمانية عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ورئيسة جمعية «أصدقاء الشريط الوردي»

في 31/12/2025 على الساعة 19:30

فيديوتتلقى آلاف المغربيات سنويا خبر إصابتهن بسرطان الثدي. ورغم أنه مرض ثقيل ومكلف وغالبا ما يتم اكتشافه في مراحل متأخرة، إلا أنه يظل قابلا للشفاء إذا ما جرى تشخيصه في الوقت المناسب. خلال استضافتها باستوديوLe360 ، قدمت لطيفة الشريف، النائبة البرلمانية عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ورئيسة جمعية «أصدقاء الشريط الوردي»، شهادة تمزج بين ما هو شخصي وسياسي، وبين العمل الجمعوي والترافع الصحي والقناعات الحزبية.

تعتبر لطيفة الشريف نفسها محظوظة لتمكنها من تقديم المساعدة للنساء المصابات بسرطان الثدي، وهو المرض الذي يصيب 13 ألف امرأة سنويا في المغرب، بمعدل حالة واحدة لكل 8 نساء.

وأكدت رئيسة الجمعية، التي تعافت بدورها من صنف حاد من سرطان الثدي، أن نسبة الشفاء تصل إلى 100% في حال الكشف المبكر.

وأضافت أن سرطان الثدي يعد ثاني أكثر أنواع السرطانات انتشارا بين النساء في المغرب بعد سرطان الرحم.

كما لفتت النائبة البرلمانية الانتباه إلى البعد المادي للمرض، مشددة على أن تكلفة العلاج في المغرب تظل مرتفعة.

وأشارت، على سبيل المثال، إلى أن سعر فحص الثدي بالأشعة «الماموغرافيا» يصل إلى 1000 درهم، مما يشكل عائقا رئيسا، خاصة بالنسبة للنساء الأكثر هشاشة.

وفي هذا السياق، دعت لطيفة الشريف وزارة الصحة إلى توسيع نطاق الكشف المبكر في العالم القروي ليشمل الفلاحات والنساء المعوزات، مؤكدة على «ضرورة تسريع حملات الكشف لدى النساء القرويات، وأهمية تحديث عمل الوزارة عبر إرساء إحصائيات رسمية حول هذا المرض».

وأوضحت أن جمعيتها تعمل على «تحسيس النساء بخطورة المرض ومواكبتهن معنويا ونفسيا، سواء كن مصابات أو متعافيات».

وبحسب تعبيرها، فإن تجربة السرطان، رغم آلامها، يمكن أن تتحول إلى «محرك للتغيير الاجتماعي». وهي الرسالة التي تحملها جمعية «أصدقاء الشريط الوردي»، التي تشدد على أن السرطان ليس قدرا محتوما، بل معركة يمكن كسبها.

وعلى صعيد آخر، وجهت الشريف شكرها الجزيل لطبيب الغدد الصماء بالدار البيضاء، نوفل مأمو، على مساعدته التطوعية للجمعية. وتعمل الجمعية ميدانيا على تنظيم قوافل طبية للوصول إلى المناطق الريفية، بهدف تربوي يتمثل في تعليم النساء كيفية «الفحص الذاتي والتعرف على علامات الإنذار دون الاستسلام للخوف».

ولم يخل الحوار من جانب سياسي، حيث ردت المناضلة الاتحادية بوضوح على سؤال حول إعادة انتخاب إدريس لشكر على رأس حزب الاتحاد الاشتراكي لولاية رابعة تواليا، قائلة: «إنه قائد، ومن الزعماء النادرين الذين يعرفون جيدا العالم السياسي وكواليسه في هذا البلد»، قبل أن تشير إلى «احتمالية تحضيره للخلف».

وبين المعركة الشخصية والالتزام العميق بالشأن العام، أكدت لطيفة الشريف طموحاتها الانتخابية، معلنة أنها ستترشح للانتخابات التشريعية لسبتمبر 2026 باسم حزب الاتحاد الاشتراكي عبر الاقتراع العام المباشر. وهي خطوة إضافية في مسار يلتقي فيه الكفاح ضد المرض والطموح السياسي حول خيط ناظم واحد: تحويل المحنة إلى فعل وعطاء.

تحرير من طرف محمد شاكر علوي و ياسين منان
في 31/12/2025 على الساعة 19:30