وأوردت يومية « الصباح » في عددها ليوم الأربعاء 16 غشت 2023، أن التحقيق قد يكشف أيضا عن الظروف التي أحاطت بواقعة الطفل الغريق بالبيضاء لما كان في رحلة استجمام أطرها الموقوف في وقت سابق.
وأضافت الجريدة أن الوكيل العام للملك كان قد أحال المشتبه فيه في اليوم ذاته على قاضي التحقيق، بعد أن تابعه بمجموعة من الفصول، ضمنها الفصلان 485 و488 من القانون الجنائي، ولاحقه بقانون الاتجار في البشر، ما يجعله تحت طائلة حكم يصل مداه إلى ثلاثين سنة، في وقت ضجت جدران التواصل الاجتماعي بمطالبات حد إعدامه، لتحقيق الردع المطلوب في ظل تنامي الاعتداءات الجنسية على قاصرين.
وأكد المصدر نفسه أن الرحلة التي أطلق عليها «البيدوفيل» تجاوزا »مخيما صيفيا » لفائدة 19 طفلا من جمعية يرأسها تنشط في كرة القدم من أناسي بالبيضاء، كانت وجهتها مدينة الجديدة لقضاء عشرة أيام، بعدما استخلص من ذويهم مبلغ 700 درهم عن كل طفل، تمثل تكاليف التخييم والتأمين، وأوهمهم بأن الإقامة ستكون لائقة بهم طيلة الفترة المحددة سلفا.
والمثير فعلا، تقول الصحيفة، أن هذا المخيم العشوائي غادر البيضاء في غفلة من سلطاتها وحل بالجديدة وبالضبط بتراب المقاطعة السادسة قرب قرية الأطفال المسعفين، كذلك في غفلة من إدارتها الترابية، حيث اكترى للجميع شقة من غرفتين بثمن 250 درهما لليلة الواحدة، وكان «البيدوفيل» يحرص على عدم تحرك الأطفال جماعة حتى لا يثير انتباه أحد إلى هذا المخيم المقام خارج الضوابط القانونية والإنسانية.
وظل « البيدوفيل » الموقوف في خرجات إعلامية سابقة، يسوق لجمعيته التي تعنى بالتكوين في مجال كرة القدم، وكلما أتيحت له الفرصة للظهور استغلها في تمجيد كفاءته وقدرته على رعاية أطفال كان يصفهم بالفقراء الذين يعانون الهشاشة ويتعين أن يستفيدوا من ملاعب القرب، بحسب المصدر.
كان هذا ظاهره الذي يخفي وراءه حقيقة مفزعة، تمردت عليه بشاطئ «دوفيل» بالجديدة وأماطت اللثام عن باطنه المتلذذ ببراءة قاصرين، بدأ مسلسل استباحة أجسادهم بالبيضاء في أكثر من محطة، وحلقته الأخيرة كانت بالجديدة لما ترصدته كاميرا هاتف محمول لفتاة تتحدر من مراكش، رمقته في الماء يتلمس مؤخرة طفل عمره تسع سنوات، وأكمل حضنه وتقبيله استرخاء على رمال شاطئ «دوفيل» تورد اليومية.
وتابعت الصحيفة سرد أحداث القضية مؤكدة أن «البيدوفيل» البالغ من العمر 57 سنة، يتمتع بقدرة كبيرة على الخطابة والكلام، لذلك لما تم إيقافه من قبل الشرطة السياحية عقب توصلها بالشريط الإباحي، الذي انتشر بشكل واسع على تطبيق الواتساب»، أظهر براءته مما نسب إليه وأن الأمور أخذت أكثر من حجمها الطبيعي، وأنه متمسك بمتابعة كل من يتهمه بشيء آخر، خارج وظيفته التربوية التي يمليها عليه منصبه رئيسا لجمعية بأناسي لكرة القدم، ما جعل الأمن بداية متحفظا إلى أبعد الحدود، وبتعليمات من النيابة العامة سيق الجميع إلى المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية لاستجلاء الحقيقة.
وعند الاستماع إليه أنكر المنسوب إليه، ما جعل الوكيل العام يمدد فترة حراسته النظرية، وتعميق البحث معه لحصر دائرة اعتدائه في صفوف القاصرين والتي كانت تشمل أربعة منهم تمسكت عائلاتهم بمتابعته، يشير المصدر ذاته.
ولدى عرضه مجددا على النيابة العامة صرح لدى سؤال عن دواعي تقبيل الطفل الذي ظهر بالفيديو، أجاب أنه كان يقبلهم كأبنائه، لكن أسئلة دقيقة منها تقبيلهم في أفواههم في إباحية واضحة « واش أولادك كتبوسهم فحال هاكا » جعلته يتجع، معترفا بأنه كان يهتك أعراضهم بالتقبيل تارة وبتلمس مناطق حساسة تارات أخرى.
وكانت المفاجأة المدوية ما صرح به قاصرون من أنه كان بعد حصص تداريب رياضية، يأخذهم معه إلى الحمام بأناسي ويمارس مسلسل تلذذه الذي حرص بداية على «التقية» فيه، لكن خلال الآونة الأخيرة لم يعد محكما في نفسه الأمارة بالسوء وأضحى يحضن ضحاياه في حضرة أقرانهم، وهو ما جعله لقمة سائغة لكاميرا هاتف محمول أطاح به بالجديدة.
وعجت وسائل التواصل الاجماعي بمطالبات بأقصى العقوبات في حق « البيدوفيل »، وصلت حد القصاص منه بالإعدام، وجاءت ردود أفعال من جمعيات حقومية، إذ انتصبت جمعية « ما تقيش ولدي » داعية إلى مناظرة وطنية لمناقشة مخاطر تنامي الاعتداءات على قاصرين واتخاذ جمعيات ستارا للتنكيل بهم.
وأكدت تدوينات فنانين، منهم لطيفة رأفت وابتسام العروسي وآخرون، على جسامة الفعل المرتكب في فيديو الفضيحة، ولفتوا الانتباه إلى مسؤولية الأسر في التنشئة الاجتماعية وحراسة الأبناء وعدم تركهم في أيادي مرضى يعبثون بأجسادهم، ولخص كل ذلك إيهاب أمير في تدوينة له: « لي عندو شي ولد يشدو حداه ... ما كاين لا مخيم لا والو... الإعدام الأمني قدام الناس باش يكون عبرة ».
