تكبدت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة خسائر كبيرة جراء الزلزال الذي ضرب المغرب، يوم الجمعة 8 شتنبر 2023، حيث بلغ عدد الضحايا في أسرة التعليم حوالي 46 أستاذة وأستاذ، فضلا عن تعرض المؤسسات لدمار كبير.
دمار كبير في المؤسسات وتسجيل وفيات في صفوف الأطر التربوية
في هذا الصدد، قضى 7 أساتذة نحبهم ( 4 أساتذة و3 أستاذات)، فيما تعرض قرابة 39 أستاذة وأستاذ لجروح وإصابات متفاوتتة الخطورة، وذلك حسب آخر حصيلة أعلنت عنها الوزارة.
علاوة على ذلك، بلغ مجموع المؤسسات التعليمية المتضررة حوالي 530 مؤسسة تعليمية و55 داخلية؛ أغلبها تتركز في أقاليم الحوز وتارودانت وشيشاوة، حيث يتراوح حجم الضرر ما بين انهيار حجرات دراسية أو تعرض البنايات لشقوق بالغة.
وأمام هذا الوضع الصعب الذي تعيشه المؤسسات التعليمية المتضررة، تم تعليق الدراسة، بشكل مؤقت، في المناطق والدواوير المنكوبة، إذ يتعلق الأمر بـ42 جماعة ضمن النفوذ الترابي لإقليم تارودانت وشيشاوة والحوز، منذ يوم الاثنين 11 شتنبر 2023.
ويأتي ذلك بتنسيق مع السلطات المحلية بهدف الحفاظ على سلامة التلميذات والتلاميذ والأطر التربوية والإدارية، حيث يتم التواصل بشكل مستمر مع الأمهات والآباء وأولياء أمور التلاميذ المعنيين بتعليق الدراسة وباقي المتدخلين، في أفق إيجاد الصيغ التعليمية اللوجستيكية المناسبة لضمان الاستمرارية البيداغوجية.
العمل على قدم وساق من أجل استئناف الدراسة ودعم التلاميذ
هذا، وتمت تعبئة فرق تقنية مكونة من مهندسين وتقنيين مختصين في مجال البناء، بغرض المعاينة الميدانية للمؤسسات التعليمية المتضررة، وذلك في أفق إعداد بطائق تقنية خاصة بكل مؤسسة على حدة، لتحديد نوع التدخل اللازم من أجل إعادة تأهيلها أو بنائها مجددا.
كما أعدت وزارة التربية الوطنية برنامج عمل، بتنسيق مع مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية، بهدف تقديم الدعم النفسي للأطر التربوية المتضررة، ومساعدتهم على تخطي الضغوط المرتبطة بهذه الضرفية الصعبة.
بالموازاة مع ذلك، ستنظم الوزارة دورات تكوينية لفائدة أزيد من 250 إطارا للمواكبة والدعم النفسي للتلميذات والتلاميذ بالمناطق المتضررة، وذلك في إطار توفير الظروف المناسبة للشروع التدريجي في استئناف الدراسة بعدد من المناطق، ومن أجل مواكبة التلميذات والتلاميذ ومساعدتهم على تجاوز آثار هذه الصدمة والأثر النفسي الذي خلفته في نفوسهم.
تحويل خيام لحجرات دراسية
تُسارع السلطات الزمن من أجل إعادة إدماج التلميذات والتلاميذ المتضررين في أجواء الدراسة وتفادي إهدار الزمن المدرسي، حيث تم في هذا الإطار نصب خيام وتجهيزها لتصبح على شكل حجرات دراسية في عدد من المناطق المنكوبة بإقليم الحوز.
ومن المنتظر أن يلتحق التلاميذ الذين توقفوا عن الدراسة لمدة أسبوع، تقريبا، بهذه الخيام المُجهزة، لتمكينهم من متابعة دراستهم في انتظار إعادة بناء أو ترميم المؤسسات التعليمية التي لحقتها أضرار الهزة الأرضية.
في السياق ذاته، تم نصب خيمة كبيرة لإيواء نزيلات دار الطالبة «إمغران» الواقعة بالجماعة الترابية توندوت، بعد تصدع جدران البناية جراء الزلزال الذي ضرب المنطقة. وتم تجهيز هذه الخيمة لإيواء 186 نزيلة ينحدرن من أسر معوزة بجماعتي إمي نولاون وتوندوت، بالأسرة والأغطية والمرافق الصحية الضرورية، مع ربط هذا الفضاء بالتيار الكهربائي.