وقال مصطفى حسي، رئيس جمعية شباب إداغسن للتنمية المحلية، إن تقاليد العيد بالمناطق التي ضربها الزلزال لا تزال قائمة رغم المعاناة اليومية مع البرد القارس والحرارة والرياح أحيانا، حيث يقبل السكان على المصلى لأداء صلاة العيد في خشوع تام قبل أن يتبادلوا السلام والتهنئة بهذه المناسبة ومن تم جمع ما تيسر من النقود لفائدة فقيه الدوار باعتبارها عادة أصيلة متجذرة في عمق تاريخ المنطقة.
وأضاف المتحدث في تصريح لـLe360، أنه وبعد صلاة العيد وتبادل التهاني ينطلق موكب رجالي من المصلى الذي يبعد بأمتارعن الدوار في اتجاه أماكن سكناهم مرددين أدعية مختلفة قبل أن يصلوا لساحة المسجد حيث يختم الفقيه اللقاء بالدعاء وينصرف الجميع إلى خيامهم بدل منازلهم التي لم يترك فيها الزلزال سوى الغبار والأحجار.
وأشار الفاعل الجمعوي إلى أنه ورغم المعاناة والمآسي التي تسبب فيها الزلزال إلا أن السكان لا يزالون متشبثون بعاداتهم وتقاليدهم ويرفضون مغادرة دواويرهم التي أتت عليها الهزة الأرضية، مؤكدا أن ذلك يدل بالأساس على مدى وعي السكان بأهمية الحفاظ على الموروث الثقافي الذي تتميز به المنطقة.
من جانبه، أكد الحسن أمغروس، أن العيد هذه السنة ليس كباقي الأعياد حيث يأتي في سياق شهدت فيه ما يناهز 57 جماعة بإقليم تارودانت دمارا جزئيا وكليا وفقدت فيه أعداد كبيرة من الأرواح في صفوف الأطفال والنساء والرجال والشباب والشيوخ، معربا بكل أسى وحزن عن الوضعية التي لا يزال يعيش فيها السكان حيث لا يزالون تحت الخيام وأحيانا يفترشون الأرض ويلتحفون السماء بسبب ارتفاع درجة الحرارة واستحالة البقاء بداخل الخيام.
وطالب المعني من الجهات المعنية ببذل المزيد من الجهود لتسريع وتيرة إعادة الإعمار لإنهاء الوضع الحالي ولعودة الحياة الطبيعية إلى سابق عهدها.