أساتذة الطب والصيدلة يخرجون عن صمتهم و«ينتفضون» في وجه حكومة أخنوش

كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء

في 01/10/2024 على الساعة 16:00

وجّه أساتذة الطب والصيدلة بالدار البيضاء، الثلاثاء 1 أكتوبر 2024، انتقادات لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وذلك على خلفية أزمة طلبة الطب القائمة.

وحسب ما أفاد به بيان الجمع العام الاستثنائي لأساتذة كلية الطب والصيدلة بالبيضاء، الذي توصل 360 بنسخة منه، فإنه «بدعوة من المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي، عقد أساتذة الطب والصيدلة بالبيضاء جمعا عاما استثنائيا يوم الاثنين 30 شتنبر 2024، بمستشفى ابن رشد».

وخلال هذا الاجتماع، تمت مناقشة مآلات وتطورات إصلاح الدراسات الطبية ونتائج الوساطات بين الطلبة والوزارة.

وأورد بيان الأساتذة أن «الجمع العام سجّل أن إصلاح الدراسات الطبية، بدءً بتقليص مدة التكوين من 7 إلى 6 سنوات، وانتهاءً بتقليص سنة من الدروس النظرية، تم بمقاربة غير تشاركية وأُنجِز بوثيرة متسرعة».

كما سجّل الجمع العام، يضيف المصدر ذاته، «امتعاضه من الطريقة التي تُدار بها برمجة الدورات الاستدراكية بدون مراعاة للمجهودات الجبارة للأساتذة وغي غياب أي نتيجة ملموسة ولا يعدو الأمر إلا هدرا للجهد والوقت والمال».

هذا، وطالب الأساتذة بـ«تمكين الطلبة من اجتياز الامتحانات في ظروف بيداغوجية سليمة وملائمة».

كما دعوا الحكومة إلى «إيجاد حل مستعجل للأزمة الحالية»، مُعلِنين أنه «في حال استمرار هذه الوضعية القائمة،سيستحيل علينا القيام بمهامنا البيداغوجية، بما في ذلك إلقاء الدروس لفائدة طلبة السنة الأولى وضمان السير العادي للامتحانات».

وفي ما يخص آخر مستجدات الملف، أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبر بلاغ صحفي أصدرته في ساعة متأخرة من ليلة الاثنين-الثلاثاء، 30-31 شتنبر 2024، عن جدولة زمنية جديدة للامتحانات، وسط ترقب لموقف الطلبة من هذه الخطوة.

وأبرزت الوزارة أن القرار الجديد يأتي «تبعا لمختلف مساعي الوساطة التي تجاوبت معها الحكومة والعمداء والأساتذة الباحثون، من أجل استعادة السير العادي لشعبة الطب بكليات الطب والصيدلة، وتفاعلا مع مساعي الوساطة التي قامت بها مؤسسة وسيط المملكة»، وذلك بهدف «إيجاد أرضية توافق مع الطلبة المنقطعين عن الدراسة، ومن أجل تمكين الطلبة من الاطلاع على المقترحات التي توصلت بها الوزارة، من طرف السيد وسيط المملكة، والتي وافقت عليها الحكومة».

وأشارت بلاغ الوزارة، إلى أن وسيط المملكة لم يتوصل بعد، ولحدود إصدار هذا البلاغ، إلى تسوية مع «ممثلي بعض الطلبة المنقطعين عن الدراسة بشعبة الطب»، مضيفا أنه من أجل ضمان الزمن البيداغوجي اللازم للسنة الجامعية 2024-2025، فإن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، تعلن أن كليات الطب والصيدلة - شعبة الطب- ستتخذ عدة إجراءات، وهي «تمكين الطلبة الذين اجتازوا امتحانات الفصل الأول في دورة 5 شتنبر 2024، من استكمال امتحانات الفصل الثاني خلال دورة استثنائية خاصة، ابتداءً من 4 أكتوبر 2024».

وأضافت الوزارة أن الإجراء الثاني يتمثل في «تمكين الطلبة الذين سيجتازون الامتحانات لأول مرة، من اجتياز امتحانات الفصل الثاني خلال الدورة الاستثنائية الخاصة، المبرمجة ابتداء من 4 أكتوبر 2024، وكذا اجتياز امتحانات الفصل الأول خلال دورة استثنائية خاصة أخرى، ستعلن عن برمجتها الكليات لاحقا».

وبخصوص قضية «نقطة الصفر»، والتي تعتبر من أهم نقاط الملف المطلبي للطلبة، فقد قررت الوزارة تعويض «نقطة الصفر، بالنقاط المحصل عليها في امتحانات الدورات الاستثنائية، بالنسبة للطلبة الذين سيجتازون هذه الامتحانات»، إصافة إلى «التداول في نتائج الامتحانات، من أجل التسجيل في السنوات الموالية، باعتبار النقاط المحصل عليها في الدورات العادية والاستثنائية، دون الأخذ بعين الاعتبار شرط استيفاء التداريب، حيث ستبرمج هذه الأخيرة لاحقا، مع التقيد بغلافها الزمني الكامل وشروط اجتيازها واستيفائها».

وفي سياق متصل، حدد البلاغ ذاته، يوم الاثنين 23 شتنبر 2024، موعدا لانطلاق الدراسة بشعبة الطب برسم السنة الجامعية 2024-2025، بالنسبة للطلبة الجدد، المسجلين بالسنة الأولى، ويوم الاثنين 14 أكتوبر 2024، بالنسبة لطلبة المستويات الأخرى، مشيرا إلى ضرورة «تقديم الشروحات الإضافية اللازمة للطلبة، حول التنظيم البيداغوجي الجديد للتكوين الطبي، من خلال عقد اجتماعات موسعة للجان البيداغوجية، المنبثقة عن مجالس الكليات، بإشراك موسع للطلبة، وكذا الإجابة على تساؤلاتهم، والاستماع إلى مقترحاتهم، فيما يخص التدابير الإجرائية وتطبيقها على أرض الواقع، بما يضمن جودة التكوين، ويُسهل الإجراءات الإدارية، ويُراعي الاختصاصات البيداغوجية الموكلة للأساتذة الباحثين، والهياكل التنظيمية للكليات والجامعات».

ودعت الوزارة الوصية إلى السهر على تعزيز آليات استقبال الطلبة، من أجل الاستماع إلى طلباتهم أو ملتمساتهم أو شكاياتهم، ورفعها إلى الجهات المعنية من أجل أن تتخذ بشأنها ما تراه مناسبا، مجدِّدةً شكرها للأساتذة الباحثين والأطر الإدارية والتقنية بكليات الطب والصيدلة، على «مجهوداتهم الحثيثة من أجل التفاعل الإيجابي والمستمر مع الطلبة، وتفانيهم في خدمة منظومة التكوين الطبي ببلادنا».

ويأتي هذا المستجد في وقت لم تتوصل فيه الوزارة بعد لاتفاق مع طلبة شعبة الطب، الذين رفضوا العرض الحكومي المقدم من الوزارة بعد وساطة مؤسسة وسيط المملكة.

هذا، وكان ما يقارب 300 طالب طب قد نظموا، ليلة الأربعاء-الخميس 25 شتنبر، اعتصاما احتجاجيا أمام كلية الطب والصيدلة بالرباط. وردّد المعتصمون شعارات مُنتقدة للحكومة، خاصة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، مُندّدين، بشكل خاص، بقرار تقليص مدة دراسة الطب من سبع إلى ست سنوات.

وكان الطلبة يعتزمون مواصلة هذا الاعتصام الليلي حتى الساعة 7:00 صباحا من يوم الخميس. وفي النهاية، لم يكن الأمر كذلك.

يذكر أن هذه الخطوة التصعيدية الجديدة التي اتخذها الطلبة للضغط على الوزارة للاستجابة لمطالبهم، قد انطلقت من مدينة وجدة، حيث اعتصم طلبة الطب والصيدلة بوجدة، أمام مقر الكلية، مساء الأربعاء 18 شتنبر 2024، لمدة 12 ساعة، وذلك احتجاجا على ما اعتبروه «الآذان الصماء لوزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي».

وقبلها، احتج عشرات طلبة الطب والصيدلة، السبت 7 شتنبر 2024، بجوار كلية الطب والصيدلة، وسط مدينة الدار البيضاء، وذلك بعد يومين من مقاطعتهم امتحانات استدراك الدورة الخريفية للموسم الجامعي 2023-2024.

تحرير من طرف عبير العمراني
في 01/10/2024 على الساعة 16:00