في ظروف مناخية صعبة، وتحت أشعة شمس حارقة، يعاني مئات الحجاج المغاربة من غياب أماكن لإيوائهم بمشعر منى، البعض يتكلم عن عملية نصب والبعض الآخر يقول غياب التنظيم.
نصب أم سوء تنظيم
خالد بنعزوز نائب رئيس الفدرالية الوطنية لوكالات الأسفار المغربية، نفى أن يكون الأمر يتعلق بعملية نصب، مؤكدا أنه سوء تنظيم تتحمل مسؤوليته الشركة السعودية التي تعاقدت معها وكالات الأسفار المغربية وبعض الوكالات التي لم تحترم القانون وترامت على خيم وكالات أخرى في خرق سافر للقانون وعدم احترام لحرمة بيت الله ».
وفي تفاصيل الواقعة، يقول بنعزوز في تصريح ل Le360، وكالات الأسفار المغربية أُجْبِرَت على التعاقد مع إحدى الشركات السعودية التي تتكفل بتأمين خيام إيواء الحجاج بمشعر منى وصعيد عرفات، وهو الشيء الذي استجابت له الوكالات، وبعد إتمام كل الإجراءات القانونية ووصول الحجاج إلى بيت الله تم توزيع الخيام على الوكالات يوم 7 ذي الحجة لكن في اليوم الموالي وبعد وصول الحجاج إلى منى تفاجئو بمنح أماكنهم لوكالات أخرى.
وتابع المتحدث: « للأسف وجد الحجاج أنفسهم بدون مأوى ووقع اكتظاظ في الخيام، بسبب ترامي وكالات أخرى » مشيرا أنه « يشتغل لمدة 30 سنة في تنظيم رحلات الحج ولأول مرة يرى مثل هذه الفوضى والتسيب وغياب احترام بيت الله ».
وشدد بنعزوز على أن الأمر لا يتعلق بعملية نصب أو تقصير من الوكالات لأنه لا يمكن استصدار تأشيرة الحج إذا لم تؤدي جميع الواجبات بما فيها الإيواء والأكل والشرب ».
« الشركة السعودية سلمتنا المواقع حسب عدد الحجاج النظاميين الذي حددناه من قبل وكل شيء كان على ما يرام، إلى أن قامت وكالات أخرى بالترامي على أماكن ليست لها لأنها أحضرت عدد حجاج أكثر من الذي صرحت به من قبل (حجاج المجاملة أوحجاج من دول أخرى) ». « هذه الوكالات يجب أن تمنع من الحج وعلى وزارتي السياحة والأوقاف التدخل لوقف هذه الاختلالات ومعاقبة المتورطين ».
هل تخلت الوكالات عن حجاجها؟
خلافا لما تم الترويج له، الوكالات لم تتخلى على الحجاج يؤكد بنعزوز، فعلى العكس من ذلك « هناك تنسيق بينها وبين رئيس لجنة الحج المغربية المتواجد بعين المكان ورئيس الفدرالية والشركة السعودية، لتشييد خيام لإيواء الحجاج المتضررين».
وأشار المتحدث إلى أنهم يتابعون الوضع عن كثب، ويتواصلون مع الجهات المسؤولة في السعودية لتأمين الحجاج وضمان راحتهم وسلامتهم.
ولفت نائب رئيس الفدرالية الوطنية لوكالات الأسفار المغربية، إلى أن قطاع وكالات الأسفار يعيش نوعا من الفوضى « فكل من هب ودب يستثمر في القطاع »، مشيرا إلى ضرورة مراجعة قانون وكيل أسفار ومراجعة منظومة الحج بشكل كامل بإشراك مهنيي القطاع.