ولم يستهدف البعض من خلال هذه الحملة الشنيعة أداء اللبؤات خلال المباراة فقط، بل أيضا هوياتهن ووجودهن كلاعبات نساء يتنافسن في رياضة تعتبرها فئة «حكرا على الرجال».
وجاءت تعليقات البعض كالآتي: «الحاجة الوحيدة لي كيعرفوا يربحو فيها هي النفقة»، «يخسروا فكلشي إلا في محكمة الأسرة»... وتعليقات كثيرة من هذا القبيل، إلا أن البعض استنكر هذه الحملة التي تم شنها ضد لبؤات الأطلس، معبرين عن دعمهم ودفاعهم عنهن، ومؤكدين أن الهزيمة في مباراة واحدة لا تعتبر نهاية المطاف، خاصة أن هذه أول مشاركة للمنتخب المغربي النسوي لكرة القدم في كأس العالم.
من جهته، رد محسن بنزاكور، أستاذ علم النفس الاجتماعي، في تصريح لـLe360، على المتنمرين، قائلا: «يعاني بعض الأشخاص في المجتمع المغربي، من صعوبة في تغيير بعض العقليات، منها العقلية الذكورية، التي تعيش وفق نمط اجتماعي، اعتقادات وتقاليد معينة، وعادة ما لا تبذل هذه الفئة أي مجهود للتفكير، حيث يلتزم هؤلاء بالتقاليد بطريقة متحجرة، وذلك لأنهم أولا، غير مستعدين للتغيير، وثانيا، لأنهم يعانون من العجز الفكري، وثالثا، لأنهم يستفيدون من وضعية معينة تمنحهم بعض الامتيازات وبالتالي لا يرون حاجة لتغيير تلك الوضعية».
وأضاف: «هذه الفئة لا نجدها فقط عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بل هي موجودة أيضا في الواقع، سواء في المجال المهني أو المحيط العائلي».
وتابع متحدثا عن التنمر الذي تعرضت إليه لبؤات الأطلس في مباراتهن ضد ألمانيا: «التنمر الذي تعرضت إليه لاعبات المنتخب الوطني النسوي، لم يكن بسبب هزيمتهن، وإنما بسبب العقلية المتحجرة لدى فئة معينة من المجتمع، حيث كنت شاهدا أيضا على انتقاد البعض لامتهان المرأة لكرة القدم، حتى قبل المباراة، معتبرين أن المرأة مكانها هو المطبخ وليس الملعب».
وشدد بنزاكور على أن هذه الفئة «اغتنمت فرصة هزيمة المنتخب النسوي، لتعبر عن عقليتها المتحجرة وعن فكرها المتخلف الذي لا يقبل بالتغيير»، وأردف قائلا: «هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أنه لا زال أمامنا الكثير من العمل لنغير هذه العقليات الذكورية التي لا تؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة».
وختم هذا المتحدث تصريحه قائلا: «ولكن لا يجب أن ننكر بأن هناك فئة تؤمن بالتغيير وتشجع المرأة في كل المجالات، حيث أن البعض تعامل مع هزيمة المنتخب النسوي بشكل إيجابي، ولم تصدر منهم أي انتقادات أو تعليقات مسيئة للبؤات».