وتأوي هذه البنايات ما مجموعه نحو 6320 أسرة، ما يبرز حجم الخطر الاجتماعي والإنساني المرتبط بتدهور النسيج العمراني في العديد من المقاطعات الحضرية للمدينة، إذ تتصدر مقاطعة المرينيين قائمة الأحياء الأكثر تضررا بعدد 683 بناية مهددة، موزعة أساسا بين الحي الحسني (368 بناية)، بن دباب (169 بناية)، وظهر الخميس (146 بناية).
كما سجلت منطقة الجنانات 396 بناية آيلة للسقوط، موزعة بين أحياء الجنانات وسيدي بوجيدة والقبة، فيما بلغ عدد البنايات المصنفة ضمن الدرجة الأولى من الخطورة في منطقة سهب الورد 66 بناية، توزعت بين أحياء سهب الورد ولوزيات.
وفي المنطقة الحضرية الشراردة، تم إحصاء 102 بناية مهددة، خاصة بأحياء عين هارون، حي الأمل، وعين قدوس، بينما سجلت المنطقة الحضرية سايس عددا أقل نسبيا بلغ 12 بناية، مقابل 5 بنايات فقط في المنطقة الحضرية بنسودة، ما يعكس تفاوت مستوى التهديد بين مختلف الأحياء الحضرية للمدينة.
وتشير هذه المعطيات إلى حجم التحديات التي تواجه مدينة فاس في مجال الحفاظ على النسيج العمراني وضمان سلامة سكانها، بما يستدعي تحركا عاجلا ومنهجيا من السلطات المحلية والمختصين لتحديد الأولويات ووضع برامج واضحة لإصلاح وتأهيل البنايات المهددة.
كما تؤكد الحاجة إلى تبني استراتيجيات طويلة الأمد تشمل المراقبة الدورية، والصيانة المستمرة، وتوفير الدعم التقني والمالي للمساهمة في تقليص المخاطر، حماية للأرواح والممتلكات، ولضمان استدامة البيئة الحضرية وتحسين جودة حياة السكان في مختلف الأحياء، بما يعكس الاهتمام المتواصل بالسلامة العامة والنمو العمراني المتوازن.



