وأبرز هؤلاء الباحثون في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش يوم دراسي نظمه المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية حول موضوع « السنة الأمازيغية (ءيض ن ءيناير): الجذور التاريخية والممارسات الاحتفالية »، أن هذا الاحتفاء يبرز مرة أخرى التعدد الثقافي الذي يميز المغرب.
وفي هذا الإطار، قال مدير مركز البحث الديداكتيكي والبرامج البيداغوجية بالمعهد، عبد السلام خلفي، إن للاحتفال بمناسبة « ءيض ن ءيناير » جانبا تاريخيا بارزا، باعتباره يعود لقرون طويلة في المغرب، وكذا لكونه مرتبطا بالعلاقة الوطيدة والخاصة التي طالما ربطت الإنسان الأمازيغي بالأرض وبالمجال الفلاحي بصفة عامة.
من جهته، توقف الباحث في مركز الدراسات التاريخية والبيئية، التابع للمعهد أيضا، الحسين بوضليب، عند احتفال الجالية المغربية المقيمة بالخارج برأس السنة الأمازيغية « ءيض ن ءيناير »، مبرزا أن مغاربة العالم يساهمون بشكل فعال في التعريف بالثقافة الأمازيغية، وتسويقها على مستوى البلدان التي يعيشون بها، « خصوصا أنها تحمل قيما إنسانية غنية ومتعددة، ترتبط بالتضامن والمساواة ».
من جانبها، أبرزت الباحثة بالمركز ذاته، صباح علاش، أن المرأة المغربية « تعتبر العمود الفقري للاحتفال بالسنة الفلاحية الأمازيغية (ءيض ن ءيناير) »، من خلال مجموعة من الطقوس والعادات التي تقوم بها من قبيل إعداد مجموعة من الأطباق المغربية التقليدية.
وأشارت إلى أن هذه الطقوس والعادات تعد بمثابة إرث هوياتي ثمين ورثته المرأة الأمازيغية عن الأجيال القديمة، وتحرص على حفظه وحمايته، من أجل نقله بكل تفاصيله للأجيال القادمة.
وتجدر الإشارة إلى أن برنامج هذا اليوم الدراسي توزع على جلستين علميتين، حيث قاربت الأولى مواضيع « الجذور التاريخية للتقويم الزمني الأمازيغي »، و »ء يناير مدخل الى دراسة التقويم الأمازيغي » و « مساهمة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في تحديث ومأسسة الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، و « صناعة الرموز الثقافية وأهميتها في الحفاظ على الهوية « .
في حين تمحورت الجلسة الثانية حول « دلالات وطقوس السنة الأمازيغية » و « حضور المرأة في الاحتفال بالسنة الأمازيغية » ، و »طقوس الاحتفال ب « ءيض ن ءيناير » في منطقة زمور »، و »بعض مظاهر الاحتفال بالسنة الأمازيغية في واحات جنوب المغرب »، و »مغاربة العالم والاحتفال بالسنة الأمازيغية ».