في منزل متواضع وسط دوار سبت دار بنحسن، الواقع على بعد حوالي 100 كيلومتر شمال شرق الرباط، تعيش الطفلة س، ضحية الاغتصاب الجماعي، رفقة والدها محمد شراج المزارع، وجدتها حياة وابنها الصغير ريان البالغ من العمر سنتان.
طفل خارج إطار الزواج، تم التعرف على والده من خلال اختبار الحمض النووي. يبدأ محمد شراج الرجل الأربعيني، قصة المأساة التي تعيشها ابنته.
وبنبرة صوت ملؤها الحزن، وملامح نال منها الإرهاق وخيبات الأمل، يحكي لنا والد الضحية عن ذلك اليوم الذي لم يفارق مخيلته، عندما أصدرت الغرفة الجنائية في محكمة الرباط الابتدائية حكمها، الذي اعتبره قاسياً.
السجن لمدة عامين (فقط) للمغتصب الرئيسي و 18 شهرًا للمغتصبين الآخرين. «في ذلك اليوم تغيرت حياتنا. لم نتمكن من تصديق ذلك!»، يقول الأب، بصوت رتيب، وهو جالس تحت ظل شجر مقابلة لمنزله، في وقت تأتي فيه صرخات ريان الصغير من المنزل، وتكسر الصمت السائد في الفناء الخارجي.
«بدأ كل شيء ذات يوم في السوق، عندما أخبرني أحد أصدقائي أن ابنتي حامل بعد أن اغتصبها أحد الجيران. لقد اغتصب ابنتي بجوار منزلي. ثم تعرضت بعد ذلك للاعتداء الجنسي من قبل الجارين الآخرين» يتابع محمد شراج، موضحًا كيف استغل المغتصبون غياب الوالدين لارتكاب جرائمهم، وهددوا الفتاة «بقتلها وقتل عائلتها بالكامل».
إقرأ أيضا : ملف طفلة تيفلت.. وهبي: «صُعقت بالواقعة والقضية تُسائلنا جميعا»
وأوضح الأب بأن ابنته تمكنت من إخفاء حملها الناتج عن الاغتصاب حتى الشهر الثامن، وبعد اكتشاف الواقعة يضيف المتحدث «منذ ذلك اليوم بدأ كفاحي الطويل من أجل الكرامة والعدالة».
عرض والد ريان أن يتخذ ابنتي زوجة له، وهي طريقة لـ«قلب الصفحة»، ثم استطرد مضيفا: «لقد رفضت رفضا قاطعا».
تروي الجدة، وهي تحمل ريان الصغيرة بين ذراعيها، وعيناها ممتلئتان بالدموع، نسخة متطابقة من الوقائع، مناشدة الله أن ينصف حفيدتها وعائلتها.
ويختتم الأب قائلاً: «نأمل أن تتحقق العدالة حقًا خلال محاكمة الاستئناف التي ستبدأ الخميس المقبل 6 أبريل أمام محكمة الاستئناف بالرباط».