إسماعيل سنابي، مراقب تقني للسيارات كان يعيش مع عائلته في كليشي سو بوا بفرنسا، جاء لقضاء إجازة الصيف في السعيدية وممارسة هوايته المفضلة، ركوب الأمواج، لكن الموج ساقه للوقوع في قبضة العسكر الجزائري، بدعوى اختراقه للمياه الإقليمية.
رحلة في البحر مساء 29 غشت 2023 بالسعيدية، والتي كان من المفترض أن تكون لحظة استجمام لإسماعيل سنابي وأصدقائه، تحولت إلى كابوس عندما أدى نقص الوقود والضباب الكثيف إلى ارتباكهم ودخولهم عن طريق الخطأ إلى المياه الإقليمية للمغرب والجزائر. وما تلا ذلك كان سلسلة من الأحداث المأساوية والقرارات القضائية، خاصة القرار القضائي القاسي في حق هذا الشاب الفرنسي-المغربي.
لذلك، وجد إسماعيل سنابي نفسه في قلب قضية قضائية في الجزائر، بتهمة الدخول غير القانوني وتهريب المركبات، بعد أن اعتقله خفر السواحل الجزائري خلال هذه الرحلة البحرية التي تحولت إلى مأساة. وحكم عليه يوم 30 غشت بالسجن لمدة ثلاثة أشهر بتهمة الدخول غير القانوني. وتم تأييد الحكم الصادر بحقه في الاستئناف يوم 24 شتنبر.
إقرأ أيضا : القضاء الجزائري يدين الفرنسي-المغربي اسماعيل سنابي بستة أشهر حبسا وغرامة 75 ألف أورو
وبسبب تجاوزه المياه الإقليمية للمغرب والجزائر دون أوراق للدراجة المائية المملوكة لصديقه محمد قيسي، حكم عليه بداية بالسجن ستة أشهر وغرامة قدرها 100 ألف أورو يوم 6 شتنبر، قبل أن يتم رفع العقوبة إلى 12 شهرا، عند الاستئناف في فاتح أكتوبر 2023.
والنتيجة: الحكم على إسماعيل سنابي بالسجن لمدة خمسة عشر شهرا. إلا أنه لم يتم إدماج هاتين العقوبتين رغم أن القانون يسمح بذلك، مما أدى إلى تمديد فترة اعتقاله.
« في البداية، حكمت المحاكم الجزائرية على إسماعيل سنابي بالسجن لمدة ثلاثة أشهر بتهمة الدخول غير القانوني، وبالسجن لمدة اثني عشر شهرا بتهمة تهريب المركبات. ولم يتم دمج العقوبتين، ومجموعهما خمسة عشر شهرا. ولم يتم اتخاذ أية خطوة للجمع بينهما، الأمر الذي كان سيؤدي إلى تخفيض عقوبة السجن إلى سنة واحدة. منذ سجنه، مرت 7 أشهر، ولا يزال أمامه 8 أشهر ليقضيها في السجن »، يوضح في تصريح لـLe360 المحامي حكيم شرقي الذي يدافع عن إسماعيل سنابي.
الدفاع يطالب بإدماج العقوبتين
وبحسب حكيم شرقي، فقد نقلت السلطات الجزائرية مؤخرا إسماعيل سنابي إلى سجن تيارت، بعد أن كان محبوسا في البداية في سجن مغنية، دون إبلاغ عائلته. وقال متأسفا: « إن ظروف سجنه وانعدام التواصل معه تثير المخاوف بشأن احترام حقوقه ».
وفي الوقت الحالي، يعمل محامي إسماعيل سنابي على الدفاع عن حقوقه ويطالب بإدماج العقوبتين، مما قد يقلل من مدة حبسه. لكن تحقيق العدالة يبدو مليئا بالعقبات. وفي هذا الإطار، أنشأت الأسرة جمعية تحت اسم « أطلقوا سراح إسماعيل سنابي »، لتنظيم حملات جمع التبرعات والدعم، على أمل تسهيل إطلاق سراحه.
« قبل أسبوع أسسنا هذه الجمعية التي تم الإعلان عنها في فرنسا. وتهدف هذه المنظمة غير الحكومية، التي تترأسها زوجة إسماعيل وشقيقه، إلى القيام بحملات جمع التبرعات والدعم لقضية إسماعيل سنابي حتى إطلاق سراحه. وهناك خطوات جارية حاليا لفتح حسابات بنكية للجمعية، سواء في فرنسا أو في المغرب، من أجل تسهيل مساهمة المغاربة في هذه المبادرة »، وفق ما أكده محاورنا الذي كان يدافع عن عائلة مشيور.
إقرأ أيضا : عندما تبتز الجزائر عائلة عبد العالي مشيور من أجل تسلم جثمان ابنها
يشار إلى أنه خلال هذه الرحلة البحرية، التي كانت يوم 29 غشت 2023، نجا فرد واحد فقط من المجموعة، وهو محمد قيسي، وتمكن من العودة إلى المغرب سالما معافى. أما الثلاثة الآخرون فلم يكن لديهم المصير نفسه لسوء الحظ. فقد قتل شقيقه بلال برصاص البحرية الجزائرية وتم انتشال جثمانه ليدفن في المغرب. كما قتل عبد العالي مشيور في العملية نفسها بالرصاص الجزائري، لكن رفاته التي انتشلتها قوات خفر السواحل الجزائرية، لم تتم إعادتها إلا في 21 دجنبر 2023، أي بعد 114 يوما على وقوع المأساة. في حين أن إسماعيل سنابي يقضي عقوبة سجنية في الجزائر. وهو مسجون هناك منذ 220 يوما.