موجة حر قياسية تشل الحركة بفاس وتدفع السكان إلى تغيير عاداتهم اليومية

موجة حر قياسية تشل الحركة بفاس وتدفع السكان إلى تغيير عاداتهم اليومية

مدينة فاس

في 11/08/2025 على الساعة 07:00

فيديوتشهد مدينة فاس منذ أيام موجة حر استثنائية، بلغت في ذروتها أكثر من 45 درجة مئوية، لتفرض إيقاعا خانقا على الحياة اليومية للسكان، وتدفع العديد منهم إلى تقليص تحركاتهم وتفادي الخروج خلال ساعات الظهيرة، خاصة في أوقات الذروة.

في هذه الأجواء اللاهبة، بدت الشوارع نهارا شبه خالية إلا من قلة من المارة، فيما آثر معظم السكان الاحتماء بمنازلهم هربا من لفح الشمس، مترقبين انكسار حرها مع غروبها. ومع حلول المساء، يتبدل المشهد كليا فتستعيد المدينة حيويتها، و يتوافد السكان على الحدائق والساحات العمومية، بحثا عن نسيم عليل يخفف وطأة يوم طويل أثقلته الحرارة.

في هذا السياق، أوضح عدد من المواطنين، في تصريحات متفرقة لـLe360، أن النشاط داخل المدينة يشهد ركودا ملحوظا بسبب موجة الحرارة الحالية التي تفوق ما شهدته فاس في الأسابيع السابقة، مما أثر بشكل واضح على الحركة التجارية والسياحية بالمدينة العتيقة، خاصة و أن العديد من الزوار يفضلون التوجه إلى الوجهات الساحلية ذات المناخ المعتدل والمرافق الترفيهية المتنوعة، ما يجعل الإقبال على فاس خلال فصل الصيف أقل مقارنة بتلك المدن.

أما بعض السياح القادمين من تركيا إسبانيا فرنسا، فقد أكدوا أن زيارتهم لفاس، رغم قسوة الطقس، تأتي بدافع شغفهم لاكتشاف معالمها التاريخية وتراثها الغني، معتبرين أن حرارة الجو، خصوصا في فترات الذروة، تظل تحديا يمكن تحمله أمام جمالية ما تزخر به فاس البالي من سحر أزقتها القديمة وأسواقها العريقة.

وفي هذا السياق، أشار رشيد الضحاك، مرشد سياحي بمدينة فاس، في تصريح مماثل، إلى أن ارتفاع الحرارة لا يؤثر فقط على حركة السياح، بل أيضا على أبناء المدينة أنفسهم، الذين يفضلون التوجه نحو المدن الساحلية هربا من الأجواء الحارة، مبرزا أن هذا الوضع طبيعي بالنظر إلى أن مناخ فاس شديد الحرارة صيفا وقارس البرودة شتاء، ما يجعلها خارج دائرة الوجهات المفضلة لدى من يبحثون عن طقس معتدل في هذه الفترة من العام.

وتأتي هذه التطورات في ظل تحذيرات رسمية أصدرتها المديرية العامة للأرصاد الجوية، التي أعلنت عن استمرار موجة حرارة قوية خاصة بعدد من أقاليم جهة فاس-مكناس، وعدد من مناطق المملكة حتى يوم الأحد المقبل، مع درجات حرارة قد تصل إلى 44 درجة مئوية أو أكثر. وأكدت المديرية ضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية، خاصة بالنسبة للأطفال وكبار السن، لتجنب المضاعفات الصحية الناتجة عن التعرض المباشر للحرارة الشديدة.

يذكر أن هذه الموجة تأتي في وقت يتزايد فيه الاهتمام بضرورة تطوير الفضاءات الحضرية في المدن المغربية على رأسها مدينة فاس، لتكون أكثر توافقا مع التغيرات المناخية، من خلال زيادة المساحات الخضراء وتوفير بنى تحتية تساهم في تخفيف حدة الحرارة، وضمان ظروف حياة صحية ومريحة للساكنة وزوارها.

تحرير من طرف يسرى جوال
في 11/08/2025 على الساعة 07:00