وذكرت المصادر أنه موازاة مع التحقيق مع الواقفين وراء بث الحلقة المثيرة للجدل، أصدرت النيابة العامة أمرا يقضي بمنع التكتوكر المغربية الهولندية أرماني الجوماني، التي ظهرت في الفيديو وهي ترتدي تنورة قصيرة، من مغادرة التراب الوطني، إلى غاية انتهاء التحقيق القضائي في هاته القضية.
ودخلت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية على الخط، للتحقق من شبهة المساس بالأخلاق العامة والتحريض على الإخلال العلني بالحياء بواسطة الأنظمة المعلوماتية، وذلك عقب موجة من الغضب والاستنكار التي أشعلها بث الفيديو، حيث اعتبر مغاربة أن مضمونه والرسائل التي يسوق لها لا تتماشى مع قيم البلاد ومجتمعها، واتهموا البرنامج بتشجيع العلاقات الرضائية.
إقرأ أيضا : المواعدة العمياء.. ضجة في المغرب بسبب «التقليد الأعمى» لبرنامج أمريكي يتعارض مع قيم المغاربة
وشن عشرات المغاربة حملة إلكترونية ضد البرنامج، مطالبين الجهات المختصة بالتدخل العاجل لوقف بثه ومحاسبة المروجين له، مؤكدين على ضرورة احترام التقاليد والقيم الثقافية للمجتمع المغربي، مشددين على أن أفكار الكثير من البرامج العالمية لا تتوافق مع تقاليد البلاد، معتبرين أن هاته المسابقة بالذات تشجع على العلاقات غير الشرعية.
وتقوم فكرة البرنامج الذي يقدم نفسه كنسخة مغربية للبرنامج الأمريكي الشهير «بلند داتينغ» (المواعدة العمياء)، على منح فرصة لفتاة من أجل اختيار «فارس الأحلام»، من بين مجموعة من الشباب، اعتمادا على اللباس والمظهر والشخصية والأسلوب، حيث تطرح عليهم مجموعة من الأسئلة وتقصي الواحد تلوى الآخر إلى أن تنفرد بـ«الفارس» الذي تراه مناسبا لها.
غير أن النسخة المغربية اعتبرت فجة بسبب اللباس الفاضح للفتاة الباحثة عن شريك حياتها، من جهة، ثم بسبب إقحام كلبتها لتساعدها على اختيار الشريك المناسب بعدما احتارت في الاختيار بنفسها، من جهة ثانية.
واضطرت التكتوكر صاحبة التنورة القصيرة، واسمها أماني الجوماني وتلقب نفسها بـ« أرماني »، إلى الخروج عبر فيديو بثته على صفحتها في تيك توك لتعتذر للمغاربة عن الصدمة التي سببها لهم فيديو اعتبرته ترفيهيا ولم تكن تتوقع أن يخلق رجة في المجتمع بهذه القوة.
وأوضحت أرماني، التي ولدت في الدنمارك وتعيش في هولندا، أنها لم تكن تعلم بأن لباسها سيغضب المغاربة، مؤكدة أن المجتمع الهولندي الذي ترعرعت فيه يعتبر ارتداء الفتاة للتنورة القصيرة « عاديا جدا ».
عقوبات تنتظر أصحاب فيديو «المواعدة العمياء»
نص المشرع المغربي حسب مقتضيات القانون الجنائي على عقوبات وأحكام متعددة بشأن جريمة « التحريض على إفساد الشباب والبغاء »، من خلال عدة فصول، من بينها ما جاء في الفصل 502، الذي يعاقب بالحبس من شهر واحد إلى سنة، وبالغرامة من عشرين ألف إلى مائتي ألف درهم، كل من قام بجلب أشخاص، ذكورا أو إناثا، لتحريضهم على الدعارة، وذلك بواسطة إشارات أو أقوال أو كتابات أو أية وسيلة أخرى ».
غير أن العقوبة ستكون مشددة في حالة ما إذا تمت متابعة المتورطين في نشر فيديو « المواعدة العمياء »، بالفصل 497 من القانون الجنائي، على اعتبار التأثير السلبي لمضمونه على الشباب وخاصة القاصرين. وفي هاته الحالة، فإن المشتبه بهم مهددون بالسجن بين سنتين وعشر سنوات، وغرامة من 20 ألف درهم إلى 200 ألف درهم، حسب الفصل 497 الذي ينص على أنه « يعاقب بالحبس من سنتين إلى عشر سنوات وبغرامة من عشرين ألف إلى مائتي ألف درهم، كل من حرض القاصرين دون الثامنة عشرة على الدعارة او البغاء أو شجعهم عليها أو سهلها لهم ».