الملاحظة الأولى عن مركب تيط مليل الذي كانت سمعته السيئة تسبقه، هي الأجواء الهادئة التي تعمه، ونظافة مرافقه وحسن إستقبال موظفيه، إلى جانب الراحة النفسية التي تعم قاطنيه، حيث تحولت حياتهم من جحيم بسبب القذارة التي كانت تعم كل ركن، والروائح الكريهة والطعام السيء، إلى مكان يحفظ كرامتهم، حيث أصبحت المساحات الخضراء تزين المكان، كما تم تجديد جميع المباني تقريبا.
ومن بين المرافق التي تم الإهتمام بها، مطبخ المركب، والذي جهز بأحدث المعدات من أجل تهجيز الطعام في ظروف صحية سليمة، حيث يتم تحضير الطعام للمستفيدين سواء الصائمين أو المفطرين، ويتم الأخذ بعين الإعتبار الاحتياجات الغذائية والنظام الغذائي لكل مستفيد بالمركب، كما تمت مضاعفة الميزانية المخصصة للغذاء لتلبية الاحتياجات الغذائية للمستفيدين.
الأنشطة الثقافية هي الأخرى تم الإهتمام بها، حيث تمت إعادة تهيئة المسرح، والذي يستمتع فيه المستفيدين بقضاء أوقات فراغهم، حيث يشاهدون عددا من الأفلام، كما يتم التدريب على تقديم المسرحيات.
كما تم تجهيز المركب بوحدة صحية جديدة، بما في ذلك غرفتي استشفاء للحالات التي تتطلب مراقبة طبية، وغرفة للعلاج الطبيعي وأخرى لطب الأسنان. ساهم تحسين الخدمات الصحية في خفض عدد الوفيات بالمركب من 100 حالة وفاة كل سنة، إلى 18 حالة وفاة سنة 2022.
كاميرا le360، زارت الجناح رقم 7 الخاص بالنساء المريضات نفسيا وعقليا بمركب تيط مليل، والذي يضم 49 مستفيدة، حيث يقضين نهارهن بشكل طبيعي، ويتم تحضير وجبة الإفطار في أجواء عائلية، تحت إشراف المساعدة الإجتماعية والمشرفات، حيث تساعد النساء اللواتي وضعيتهن النفسية مستقرة في إعداد وجبة الإفطار وتحضير المائدة، وخلق أجواء مرحة بين المستفيدات الأخريات ومساعدتهن في قضاء بعضا من إحتياجاتهن بمراقبة المشرفات.