في نظر محمد أيت بن قاوة المعروف بـ « djsimo ASK » تختلف هذه الممارسة من شخص إلى آخر، وذلك حسب ما يُريده « هو » منها. بالنسبة له، يقول أنّه كلّما أحسّ بضيقٍ أو عدم القدرة على التفكير يأتي مُسرعاً إلى البحر، يُعدّل صنّارته ويُلقي بها في غياب البحر والأمواج، لعلّها تصطاد سمكة يأكلها أو يهديها لأبناء الجيران. إنّ البحر عند محمد ليس مجرّد فضاء للتسلية فقط، لكونه يعطي إمكانية للتفكير والتأمّل. ويرى أنّ الصيد في البحر يختلف كلياً عن النهر، فهذا الأخير مياهه ثابتة، بينما البحر تكون أمواجه غير مُستقرّة، ما ينعكس إيجاباً على نفس الصياد وتجعله يشعر بالراحة تجاه البحر.
ويرى أنّه في الكثير من المرّات لم يستطع اصطياد أي شيء، لكنّه مع ذلك يعود إلى منزله فرحاً ومُنتشياً بهذه الممارسة التي تعلّق بها منذ كان صغيراً رفقة أصدقائه وعائلته. ورغم أنّه يعمل في « الدي جي » الموسيقي بالحفلات والأعراس وكافّة المناسبات، إلاّ أنّ عشق هواية الصيد بالقصبة تدفعه إلى إقامة نوعٍ من العلاقة الساحرة مع البحر. في نظره ليس المهم اصطياد الأسماك، بل اللقاء وجهاً لوجه ونسيان كافّة المشاكل التي تُرافقنا في الحياة اليومية داخل البيت والعمل والواقع.
نفس الأمر، بالنسبة لصديقه أيوب الداراوي المعروف بـ « أيوب بيش » الذي يمتلك محلاً تجارياً خاصاً ببيع لوازم الصيد. لذلك يعتبر أنّ الصيد بالقصبة، يُعتبر امتداداً لطبيعة مهنته اليومية. رغم أنّهما يشتركان في عشق البحر منذ الطفولة والصبا. هذا السبب يجعلهما يتّجهان معاً صوب البحر وممارسة هذه الهواية، خاصّة في بحر المركز ببحر المحمدية، الذي يعتبرونه بمثابة حاضن لمجموعة من الأسماء المختلفة المُدهشة بألوانها وحركاتها. وإذا كان محمد يُفضّل الصيد في النهار، فإنّ صديقه يُفضّل الليل (وقت الوحش) لأنّ ما يجود به الليل من ناحية الأسماء يكون مُختلفاً عن النهار وتقلّباته المناخية.