وللرد على هذه الأسئلة، اتصل Le360 برضى امحاسني، أخصائي علم النفس، الذي اعتبر أن إعادة إيواء الأطفال كانت مسألة مهمة جدا، قائلا: «كان من الملح أن تتم إعادة فتح المدارس القروية بعد عشرة أيام فقط من وقوع الزلزال، لأن هذه الفضاءات لديها قيمة تأمينية للأطفال، وبفضلها تتم إعادة إدماجهم في النسيج الاجتماعي».
وأَضاف: «وبفضل هذا الإدماج، يشعر الطفل بالانتماء للأرض والوطن ولمجموعة بشرية، خاصة بعد فقدانه لأقرب الأشخاص إليه. والمدرسة كان لها هذا الدور في إعادة تثبيت الإحساس بالانتماء لدى الأطفال المتضررين من الزلزال».
وأكد المتحدث نفسه أنه لدى بعض الأطفال قوة ومرونة تتجاوز مرونة وقوة البالغين في تجاوز الصدمات، لأنه لديهم لا شعور خالي من الصدمات يمنحهم أريحية ومرونة أكبر في التعامل مع الصدمات.
وأضاف: «فالرهان على الأطفال هو رهان أكثر واقعية في التعامل مع الصدمة مقارنة بالرهان على البالغين، الذين تكون الصدمة بالنسبة إليهم سببا في إعادة فتح صدمات قديمة سواء تلك المتعلقة بالكوارث الطبيعية أو بوفاة أشخاص مقربين أو غيرها من الصدمات المهمة».
وتابع قائلا: «لكن لا يمكن الجزم بأن عودة الطفل إلى المدرسة كاف لتحديد إن كان قد تجاوز الصدمة أم لا، فمن المهم أن نلاحظ عدة أمور، من بينها معرفة درجة تأثر الطفل، طريقة تعبيره عن حالته النفسية، الانتباه إلى ردود أفعاله، التركيز والانتباه الإرادي، وغيرها من الملكات الدهنية، التي تظهر مدى تأثر الطفل وانخراطه في مسلسل تقويمي أو تجاوزه للصدمة».
وختم هذا الأخصائي تصريحه بتقديم بعض التوجيهات للأسر والمجتمعات لدعم الأطفال في مثل هذه الحالات، قائلا: «شهدنا على عدة مبادرات إنسانية منذ وقوع زلزال الحوز، ولكن تبقى أسمى مبادرة، هي مبادرة الدعم أو التكفل بأطفال منطقة الحوز».
وأضاف: «لا أعني بالتكفل إبعاد هؤلاء الأطفال عن أسرهم، وإنما أن نتركهم في مكان عيشهم الطبيعي وأن نساعدهم ماديا، معنويا، أكاديميا، وصحيا».