وأوضح عبد القادر إفري، وهو أحد السكان المتضررين من فيضانات طاطا، أن السلطات المحلية أخطرت سكان الدوار المذكور بحمولة كبيرة للوادي الذي يخترق المنطقة، ما دفعهم إلى محاولة تنبيه المارة عبر الطريق التي تتوسط الوادي، لكن سرعة مياه الأمطار لم تمهلهم كثيرا فوقعت الكارثة.
وأضاف المتحدث، في تصريح لـLe360، أن الطوفان أتى على عدد من المنازل وأزالها بالكامل، من ضمنها منزل كان يقطن بداخله 5 أشخاص من أسرة واحدة، واصفا ما وقع بـ«الكارثة غير المسبوقة»، إذ أكد مُعمِّرون، يبلغون من العمر ما يناهز 96 سنة، أنهم لم يشهدوا مثيلا لهذه الفيضانات، التي بلغ علوها نحو 20 مترا.
من جانبها، قالت فاطمة إن الواد باغت الجميع بحمولته غير المتوقعة، ما جعل المياه تغمر المنازل، مُتسبّبة في فُقدان أشخاص من أسر مختلفة، بحسبها، مشيرة إلى أن الفاجعة خلفت أسى كبيرا في صفوف السكان وجعلت الدوار يعيش حزنا غير مسبوق، داعية إلى تسريع إغاثة المنطقة بعد أن انقطعت جميع سبل الإنقاذ بسبب انهيار القناطر والطريق وانقطاع الكهرباء وشبكة الاتصالات.
بدوره، أفاد عمر بوهوش، رئيس جماعة تمنارت التابعة لإقليم طاطا، أن الفيضانات خلفت خسائر بشرية ومادية فادحة، حيث يعد ما يفوق 12 شخصا حتى الآن في عداد المفقودين، من ضمنهم جثمان امرأة تم انتشاله من طرف السكان واستحال عليهم دفنه بعد أن جرفت السيول مقبرة الدوار.
وأضاف المسؤول ذاته، في تصريح لـLe360، أن الخسائر المادية تمثلت في انهيار منازل بشكل كامل ومدرسة ابتدائية ومسجد، كما خربت السيول الطريق على مسافة طويلة ويستحيل الوصول إلى المتضررين بواسطة السيارات، مؤكدا عمل السلطات بمختلف تلاوينها على فك العزلة عن المنطقة من خلال استقدام آليات بغية انتشال ضحايا هذه الكارثة الطبيعية.
هذا، وكانت المنازل المتضررة قد بُنِيت على حافة الوادي الأمر الذي يدعو إلى التساؤل حول خطورة البناء بالقرب من منابع التيار المائي.
السيول الجارفة بإقليم طاطا. امحند أوبركة